الذي يحب المشي سيمشي أبعد من الذي يحب الوجهة .....


قبل إعداد هذا المقال، حاولت تذكر خطتي للعام الماضي، كمحاولة لمقارنة الأهداف وتحديد ما تحقق وما لم يتحقق، المشكلة هي أنني كنت عاجزة تمامًا عن تذكرها، كنت عاجزة حتى عن معرفة أين دونتها، دفتر قديم؟ ورقة رميتها في سلة المهملات؟ مفكرة الهاتف؟ معرض الصور؟


في الحقيقة أنا لا أدري، لقد نسيت تمامًا، على الرغم من ثقتي الكاملة بأنني أقوم بكتابة خططي كل عام!

كل تلك الخطط التي لم تر يومًا الضوء! ولكن لماذا؟

أليس بوسع التخطيط للعام الجديد وأهداف العام الجديد، أن تكون حافزًا وترسم لنا طريقًا واضحًا؟


في هذا المقال سأقدم العديد من الأسباب التي تجعل من وضع أهداف كل عام مضيعة للوقت بالنسبة لي، والتي تضعني في حيرة نهاية كل عام حول تحقيقي أو عدم تحقيقي لتلك الأهداف، وفي كثير من الأحيان "ماذا كانت تلك الأهداف أصلًا ؟!"



1- الذي يحب المشي سيمشي أبعد من الذي يحب الوجهة


في كل عام نضع أهدافًا مثل: أريد تعلم لغة جديدة، أريد العمل في شركة كبيرة، أريد النجاح بكذا وكذا، وأريد خسارة بضع كيلوجرامات.


أهداف تركز كلها على الهدف "الوجهة" وليس على الرحلة، الجميع يريدون أن يكونوا ناجحين وأغنياء، ولكن ليس الجميع ناجحون وأغنياء!


الفشلة والناجحون لديهم نفس الأهداف، لكنهم لا يقومون بالضرورة بسلك نفس الطريق، كل من شارك في كأس العالم كان هدفه الفوز، ولكن لم يصل الجميع لربع النهائي، كل طالب يريد النجاح، ولكن لا ينجح الجميع، ولا يستمتع الجميع بالرحلة!


في كثير من الحوارات المتناقلة عن "إيلون ماسك" أغنى رجل في العالم، دائمًا ما يذكر بأنه لا يعيش تلك الحياة المرفهة، ولا يملك في الحقيقة منزلًا، ويظهر دائمًا بملابس بسيطة، حياة أبعد ما تكون عن الرفاهية والمال، و"إيلون ماسك" ليس الوحيد في ذلك، " مستر بيست" المليونير واليوتيوبر المشهور ذكر في لقاء له كذلك أنه يسكن في استوديو صغير ولا يملك إلا سيارة واحدة يفكر ببيعها!

وحين سئل عن سبب عدم انفاقه للكثير من المال رغم امتلاكه، أجاب بأنه يستمتع بالعمل الذي يقوم به، " الرحلة" هي الهدف الحقيقي، وهو مستمتع بعمله، ولا يهتم بجمع المال وانفاقه، فالمال هو نتيجة وليس هدف!


قد نرغب ببيت ضخم، أو العمل بشركة رائعة، ولكن هل نرغب بمشي الطريق المؤدي لتلك الوجهة؟ نريد الحصول على جسد رائع، ولكن هل سنستمع بممارسة الأنشطة الرياضية بشكل شبه يومي على مدى حياتنا؟


وهنا يأتي تعديلي الأول:

1- بناء عادات للعام الجديد لا أهداف، فالعادات أهم من الأهداف!




2- الحياة لا تصبح أسهل أو أكثر تسامحًا ، نحن نصبح أقوى وأكثر مرونة


نكتب خططنا على أساس أن كل الظروف ستكون في مصلحتنا، وسنكون دائمًا في أحسن أحوالنا النفسية والجسدية، ولكن هذا ليس الواقع على الإطلاق!


قد تكتب خططك المالية بناء على عملك الحالي، ولكن خلال العام قد تترك أو قد تطرد من عملك الحالي! قد تكتب خططك بناء على حماسك الحالي، ولكن بعد عدة أشهر تجد نفسك بحالة ذهنية ونفسية مختلفة، محاطًا بالكثير من الفشل والخيبات، لتجد أن تلك الخطة رائعة ومثالية تمامًا ولكنك أفشل وأضعف من تطبيقها!


وهنا يأتي تعديلي الثاني:

2- على الخطة أن تشمل أسوأ وأحسن نسخة مني

ففي أيام أحسن نسخة مني، قد أملك 5 واجبات للقيام بها، ولكن في أيام أسوأ نسخة مني قد تكون مسؤولية واحدة كافية، وفي بعض الأيام، سأخبر نفسي " قمت بترتيب سريرك، وغسل أسنانك؟ يا لك بطلة، هذا أكثر من كاف اليوم!"..




3- قد تضطر إلى خوض المعركة أكثر من مرة للفوز بها


هل تتذكر أيام الدراسة حين كنت تخصص 3 ساعات لمادة دراسية؟ ثم ينتهي اليوم وأنت لم تنهي نصفها بعد؟ هل تتذكر حين أخبرك أحدهم بأن اتقان تلك المهارة يحتاج لعدة أسابيع وأنت الآن على الرغم من التزامك، لا زلت غير محترف؟ هل تتذكر أنهم أخبروك أن التزامك بممارسة اللغة لمدة 6 أشهر سيكون أكثر من كاف لاتقانها، وأنت الآن في عامك الثاني، وعلى الرغم من وجود تقدم إلا أنك لا تزال تحاول!


بعد البحث عن أسباب التأخر "مثل إهمالك، تقصيرك، اختيارك لمراجع ضعيفة، وتعديل الخطة بناء على ذلك"، سيكون عليك تقبل حقيقة أن بعض الأمور صعبة عليك، وبأنك تحتاج للمزيد من الوقت لاتقانها، وهناك حدث مهم ستواجهه في طريقك للنجاح وهو " الفشل"، نعم صديقنا العزيز هذا صديق لا غنى عنه قبل كل نجاح.


وهنا تعديلي الثالث:

3- رحلة النجاح يجب أن تضع في الحسبان المحاولات الطويلة دون نتيجة جيدة، والفشل، والظروف القاهرة، فهذه الأمور ليست أمورًا شاذة خارج المألوف، بل هي جزء من الرحلة



تعديلي الرابع والأخير:

4- أنت لست في سباق مع أي أحد، وأنت لست متأخرًا عن أحد، أنت تملك حياتك بطولها "حرفيًا"، هي رحلتك أنت، وهو طريقك أنت، لن يشقيك أن يكون غيرك أسعد منك، ولن يسعدك شقاء غيرك، لكل منا قصة غير محكية، لكل منا ظروف لا يعرفها غيرنا، ولكل منا ميزاتنا وخيباتنا!

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تم حفظ التدوينة بنجاح للعودة إليها دائما✅
أبدعتِ حقيقة، وذكّرتينا بنقاط دائما ما نغفل عنها
جُزيتِ الجنة⚘🌸

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة