هل تعرف نجيب محفوظ؟ طبعا، حاصل على جائزة نوبل في الأدب ولقب بعميد الأدب العربي. . . هل قرأت له من قبل؟ لا. . . إذا فأنت لا تعرفه

منذ أن دخلت إلى عالم القراءة المشوق والذي أصبح جزء من حياتي اليومية لا غنى عنه لم أتناول أي من الأدب العربي القديم اللهم بعض روايات جبران خليل جبران وذلك ظناً مني أن لن أجد شيءً مثيرًا في ذلك، واقتصرت قراءاتي بجانب الكتب على الروايات العربية المعاصرة والروايات الأجنبية القديم منها والحديث وبصفة خاصة الروايات الروسية. فأتذكر منذ عدة سنوات دار بيني وبين أحد أقاربي المهتمين بالقراءة حوار حول الكتب والكتّاب وأخبرني قريبي صراحة كل روايات نجيب محفوظ وأمثله ثقيلة جدا في القراءة لم أجب حينها لأني لم أكن قرأت لنجيب محفوظ من قبل، ولا أزعم أني لم أتناول أي من روايات ذلك الروائي العظيم ولا لغيره بسبب ذلك الكلام، كل ما في الأمر أني وجدت في الروايات الحديثة من التشويق ما جعلني لم أنتبه إلى الروايات القديمة.


ما حدث هو أنني نُصِحت مؤخراً من قِبل أحد كُتّاب علم النفس بقراءة رواية معينة لنجيب محفوظ وهي رواية نفسية تحكي عن الصراعات النفسية والمشاعر المتلغبطه لبطل الرواية، الأمر الذي يبتغي من ورائه التوسع في فهم مشاعر الآخرين وتنمية المشاركة الوجدانية. وبالفعل بدأت في القراءة لنجيب محفوظ ومنذ الصفحات الأولى أصِبت بالذهول وكنت أتوقف عند كل كلمة وذلك من جمال التعبيرات ودقة الوصف وروعة الصياغة الأدبية بشكل عام, ومن هنا بدأت حقاً في التعرف على نجيب محفوظ. ويمكن تلخيص ما أعجبني في أمرين:


الأول: دقت وصف المشاعر التي يشعر بها أبطل الرواية، فيمكن من خلال الوصف الروائي الدقيق أن تشعر وترى كل أحداث الرواية وبالأخص العواطف والمشاعر التي ربما تكون غريبة وغير مألوفة ولكنها ملموسة. فقد كنت أظن أن الروائي الروسي الشهير ديستويفيسكي هو أكثر الكتّاب فهماً للطبيعة نفسية ومشاعر البشر، فمن قبل لم أجد كاتباً يصف الحالة النفسية لأبطال رواياته مثله ولكن بعد القراءة لنجيب محفوظ رأيت كم أنه لا يقل فهمًا للمشاعر الإنسانية عن ديستويفيسكي بل ويزيد عليه من حيث الرؤية والمنظور المختلف الذي يستمتع به القارئ في كتابات نجيب محفوظ.


أما عن الأمر الثاني ألا وهو اللغة التي كُتِبت بها الروايات. كم أذهلتني اللغة العربية الفصحى القوية الراقية التي كُتبت بها الرواية وسألت نفسي لماذا لم يعد الكتاب يكتبوا بهذه الفصاحة وهذا الرقي؟ ومن شدة إعجابي باللغة أمسكت ورقة وقلم وكتبت كافة الكلمات والمصطلحات العربية الرفيعة التي أعجبتني. وقد أشرت سالفًا أني قد قرأت من قبل لجبران خليل جبران، والتي أول ما أُثار إعجابي بها هو عذوبة اللغة العربية ورقة الجُمل وسلاستها. وعلي حد قول إحدى صديقاتي الشاميات عندما تقرئي لجبران خليل جبران ستشعرين بالدفيء إلا أن الأمر مختلف مع نجيب محفوظ فلكل منهم مدرسته الخاصة، فبينما تتسم كتابات الأول بالعذوبة والرقة تتسم كتابات الثاني بالقوة والرقي.


حقاً لماذا لم يعد يكتب الكتاب المعاصرين مثلهم؟ , لماذا لا يوجد بجانب التشويق والإثارة الموجودة في الأدب الحديث لغة راقية وجميلة تشعرنا بروعة لغتنا الأم؟ لماذا أصبح هناك روايات مكتوبة باللهجات العامّية أو تحمل في طياتها لهجة عامية؟ لماذا لم نعد نهتم بلغتنا الأم كما كانوا يفعلوا في السابق؟ . إن لغتنا الأم هي من أوائل الأشياء التي تُشكِل هوياتنا فلا ينبغي أن تقل أهمية عن اللغات الأجنبية التي نتعلمها.


أما ما أعرفه جيدًا الآن هو أني على مشارف بداية رحلة شيقة في الأدب العربي القديم محطاتها نجيب محفوظ وعباس العقاد ومصطفى لطفي الرفاعي وجبران خليل جبران وغيرهم من عظماء الكتّاب العرب.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل، لكن هناك العديد من الأخطاء اللغوية، أ لا يُراجِعُ أحدكم المقال قبل نشره؟
الرجاء الانتباه كذلك لحذف المساحة بين حرف الواو والكلمة الموالية.

إقرأ المزيد من تدوينات شروق الشاذلي

تدوينات ذات صلة