مقال عن عمر الإنسان الحقيقي ومدي معرفته له ومدي إستغلاله وكيفية ذلك.
كم عمرك؟ لا تقل رقماً يعتمد علي يوم ميلادك في الحياة لأن ذلك – مع احترامي - ليس سوى جهل بعمرك الحقيقي. أنت إنسان والإنسانية بدأت منذ ميلاد سيدنا آدم عليه السلام فلا تقلل من شأنها وشأنك برقم صغير لم يعد يتعدى في عصرنا الحالي قرناً رغم أن عمر البشرية يتعدي آلاف القرون. أرى علامات الحيرة تتساقط من ملامحك، لذا دعني أوضح أكثر، هناك اعتقاد آسيوي بأن الإنسان حين يتوفى تنطلق روحه هائمة وتسكن كياناً آخر، جماد كان أو إنسان أو حيوان ثم تبدأ تلك الروح تكتشف الوضع الذي أصبحت عليه وإمكانياتها وقد تراودها بعض الذكريات من حياتها السابقة. أعلم أن تلك الفكرة تتعارض مع معتقداتنا وديننا وثوابتنا ولكني وضعتها فقط لأقرب لك مقصدي الآتي وهو أننا نعيش لعنة (سيزيف) دون وعي مننا – ولا أعمم حتى لا أظلم من نجا بمجهوده – فنحن كبشر نضع الحجر علي ظهرنا لنصعد به فوق الجبل ونلقيه لننزل ونحمله مجدداً للأعلى. هذا نحن أو أنت أيها الإنسان، تسعى لتطور نفسك ومهاراتك وفقاً لما يتطلبه عصرك أو تحتاجه للتعامل مع مفردات عصرك الحالي فتكتشف نفسك وما حولك بالتجربة التي تستهلك عمرك لتموت بعدها ويأتي من بعدك ليعيد الكرة بلا ملل أو وعي أنه يكرر فقط.تسألني .. إذا ماذا أفعل ؟ أأهمل التمعن في نفسي ومن حولي وأعيش سطحي ؟ لا يا أخي الإنسان كل ما أطلبه منك أن تقرأ كتيب الإرشادات ولا تكن متعجل فتوفر وقت قراءتك للكتيب لتهدره في محاوله إصلاح ما أفسدته بدون علم أو التمعن في التفكير لفهم ما أمامك رغم وجود دليله لديك. نعم عزيزي الإنسان لدينا الدلائل والكتيبات الإرشادية كلها في الكتب أولها الكتب السماوية التي تفك أحجية الإنسان والحياة لقرائها المتأنيين المتفحصين ومتسعي الفكر والروح، ثم كتب العلوم بشتي أشكالها، أتظن من سبقوك أهدروا أعمارهم في التدوين للا شيء؟ أنهم يهدوك أعمارهم وخلاصة تجاربهم ومعرفتهم لتبدأ من بعدها ليس لتبدأ من البداية كأنهم لم يصلوا لشئ، يعطوك المطرقة التي ستكسر بها الحجر الذي علي ظهرك لتبني بيتاً ومصنع تستثمر فيه إنسانيتك بدلاً من إهدارها في الصعود للجبل والتفكير في جدوى حياة بهذا الشكل السقيم، اقرأ لتكسب أعماراً علي عمرك الذي مهما طال لن يتيح لك أن تتعلم وتجرب كل شئ بنفسك. أعرف عمرك الحقيقي بعمر الإنسانية ومجمل تطورك وإنتاجك بتطور البشرية وليس بنشاطك الفردي وابدأ من بعدها ولا تكن مثل ملوك الفراعنة وحكامنا المصريون المعاصرون الذين كلما مات منهم شخص أتى من بعده ليهيل التراب علي ذكراه ويمجد في نفسه فقط ليأتي الذي يليه ليمحوه ويُقتل تطور الإنسانية في هذه البقعة من الأرض في مهدها. يا إنسان العصر ..يا سيد هذا الكون .. عمرك بلغ مليون .. وأمجادك تفوق الحصر.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات