مقالة تتناول مدى تأثير ارقام المتابعين في عالم التواصل الاجتماعي و كيفية تأثير المحتوى على المتابعين

في زمنٍ كثر فيه الغث وقل فيه السمين، أًصبح الوقت هو الجلاد على ما تظهر من ظواهر و(تقليعات) قد لا تمت لواقعنا بصلة.يقول الإمام الشافعي (ماجادلني عالمٌ إلا غلبته، وما جادلني جاهلٌ إلا غلبني). استوقفتني كثيراً هذه المقولة التي وإن أُلفت بها كتبٌ لما وافتها حقها، فهناك مثل آخر يقول (كلم العاقل بما يعقل) أي أن العقل والكلام المعقول والموزون وَجِب سماعة والتفكر به. وفي مثال آخر يقول (إذا كان المتحدث مجنوناً فالمستمع عاقل) تفكر معي عزيزي القارئ وانظر حول نفسك، مذا ستجد؟ الكثير من (المتحدثين المجانين والمستمعين الأجن) والقلة القليلة مِن مَن رَحم ربي عقلاءٌ في زمن المجانين.تجد الكثير من الفلاسفة الذين لا ينتمون إلى علم الفلسفة بصلة غير انهم متفلسفين على أنفسهم متقوقعين في قوقعة رسموها لأنفسهم، نجدهم اليوم وللأسف قدوات وقادات ومشاهير يشار إليهم بالبنان في المحافل الدولية والعالمية التي تعنى بشؤون نشر مقاطع السناب والانستجرام بلا توقف، وللأسف فإن إعلامنا المبجل يقوم بتسليط بقعة من الضوء الذي لا يتلاشى على هذه الفئة، التي بنت لنفسها صرحاً لا عماد له الى من توافه الأمور، وتجدهم تحت المجهر مجاهرين بخفة العقل وقلة الحيلة وهزل اللسان.اليوم وللأسف أصبح من يجلس خلف المايكرفون و أمام شاشة التليفون يطلق العنان لصهوة لسانه ويمسك زمام الأمور و كأنه سلطانه زمانه، متجاهلا إن لكل كلمةٍ في وقتنا هذا وزنها وإنه محاسب أمام السلطات العليا و القانون عن كل كلمة يقولها وفعل يفتعله .في معظم الوقت أتسائل هل هم من وضعوا نفسهم في منصب العالِم الذي يمتلك عِلم العالَم ؟! إم أن المجتمع و المتابعين هم من وضعوه على قمة الهرم ؟!عندما قال فرعون (أنا ربكم الأعظم ) كانت لهذه الكلمة على الضعفاء وعميان البصر و البصيرة تأُيرا عميقا لأن الكلمة لها قوتها ولها تأُيرها على الفرد والمجتمع خصوصاً عندما تُقال من شخص له تأُيره الفوري والسريع عليهم، واليوم وفي زمن(الايك والريتويت والسبسكرايب ) نرى الإنفلات في نشر كل ما ( هب ودب) ودعم ( الصالح والطالح ) والتطبيل والتصفيق والتجمهر لمن يملك رسالة ويود ايصالها ولمن يريد أن يغرف من (الدرهم المنقوش ) بلا عدد على حساب من غيب عقله إلى الأبد .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شهد العبدولي

تدوينات ذات صلة