ظننت أني أعرف الكثير من الأشياء حتى جاءت معلومة واحدة علمتني أنني لا أعرف شيئا قط

قيل عن سقراط أحكم رجل في عصره، بينما كان هو يسير بين الناس قائلاً "بالنسبة لي، كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئاً"،هكذا نظر الفيلسوف الكبير سقراط إلى نفسه، لا يعلم شيئاً، اعترافه بجهله كان نقطة الانطلاق نحو علمه الذي عاش من بعده قرون.

دائماً ما أجد أصحاب المعرفة الحقيقة خجولين، يستخدمون مصطلحات مثل "على حد علمي، سمعت كذا، اعتقد انه"، كنت أتعجب كيف لصحاب العلم نفي التأكيد في كلامه وذا جهل يتشدق بكل ثقة!

حتى قابلت في يوم موضوعاً، قرأت عنه، كتاباً ثم اثنين، ثم سلسلة كاملة، شاهدت أفلاماً وثائقية عنه، وفي كل مرة اكتشف أني لم أدرك نصفه بعد!

وبعد فترة من الإحباط والإرهاق، فهمت لمَ لا يتحدث العالم بصيغة التأكيد، فهو لم يدركه كله بعد، ولن يدرك يوماً، حتى لو رأيناه نحن عالماً وأقسمنا له، سيرى أنه قليل المعرفة، من هنا، من هنا بالذات ينبع علمه، من معرفته بجهله، يرى طول الطريق وبعده، بينما قليل المعرفة لا يرى سوى الحائط على جانب الطريق ويظن انه وصل، لهذا قالت عرافة إفو عن سقراط أنه أعلم رجل في زمانه وأكثرهم حكمة، فقط لأنه اعترف بجهله وسعى نحو المعرفة!

إذا ما شعرت أنك لا تعرف، إذاً أنت في الطريق الصحيح نحو المعرفة، كل ما عليك فعله هو فقط الإيمان بضرورة السعي نحو معرفة المزيد واكتشاف ماتجهله، وعدم الإصابة بالإحباط.

وإذا ما شعرت أنك عالم بكل جوانب أمرٍ ما، فراجع نفسك، لازال للعلم دهاليز لا يعلمها الجميع، لازالت هناك بعض المعلومات لا يدركها عقلك، وبعض الكتب التي لم تصادفها بعد.

ستبقى المعرفة مثل المحيط تماماً، مهما أبحرنا فنحن نسير في اتجاه واحد ولا ندرك البقية


خربشات

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

💙رائع💙💙💙💙💙

إقرأ المزيد من تدوينات خربشات

تدوينات ذات صلة