الشباب بوصلة المستقبل,بدونهم سوف نضيع في المتاهات.

يقول الكاتب يوهان غوته أن مصير كل أمة يتوقف على شبابها . لكن لماذا يا ترى شباب اليوم يتراجع عن مسؤولية خلق مجتمعات عربية أكثر حضارة و تطورا؟. كيف لا و نحن دكاترة، أساتذة، أباء و أمهات و قادة الغد. صفعة الوعي و إنتعاش الهمم تحدد أي مجتمع سيعيش فيه أبناؤنا. كل العرق الذي يسيل على الجبين، لن يكون إلى مجد و ملحمة شباب ستذكرها المجلدات و المؤرخين.


إلى جانب أن فترة الشباب هي مرحلة التعليم وتبلور شخصية الفرد وصقل مواهبه من خلال اكتسابه للمهارات والمعارف. و تميز الشباب بدرجة عالية من الديناميكية والحيوية والمرونة المتسمة بالاندفاع والانطلاق والتحرر والتضحية. يمكنني أيضا القول أن شباب القرن الواحد والعشرين هم الأكثر حظا حينما نتحدث عن الإمكانيات المتاحة.ضغطة واحدة على محركات البحث توفر لك ملايين البحوث والدراسات و الكتب و كنز من المعارف اللامتناهية في جميع مجالات الحياة. و بهذا أصف شبكة الإنترنت بسلاح الشباب و كنزهم الذي لا يبلى. و زادت علاقة الشباب بالعالم الرقمي تحت ظل أزمة كورونا، بل فتحت لهم بوابات أخرى كالجامعات الرقمية و الدراسة عن بعد.

في دفء منزلك و في حضن مكتبك أو سريرك بين أفراد أسرتك ليلا كان أو نهارا تستطيع نهل المعلومة و المعرفة. بينما كان أسلافنا العلماء و المفكرون يسافر عبر البيداء القاحلة، بين الوحوش و قطاع الطرق، نحو مجتمع مجهول الخصائص و الثقافة، تغترب ليكون وطنك العلم و المعرفة. أي جهاد عظيم هذا في سبيل المعرفة؟لكن ما يحز في النفس هو أن رغم الظروف المجحفة و الشدائد التي لا يحن لها قلب على طالب العلم قديما ، أنتج أجدادنا كم هائل من المعرفة و العلوم. أيضا أسس أغلبهم لفكر التحرر من إستعمار الخرافات و الأساطير و الدفع بالمجتمع إلى الحياة و العقلانية. أفرز قوتهم تلك تصديقهم بالأدوار المنوطة بهم في الدفع بالمجتمعات نحو التحضر و التقدم. و بهذا لا مجال لإلتماس الأعذار لجهلنا عن السياسة، الأدب، الدين، الفلسفة، الفن، العلوم و غيرها. لا عذر مقبول يشفع لنا خوف الخروج من منطقة الراحة. كلما كان زادنا العلم و المعرفة كلما تقدمنا بالحاضر و إزدهر المستقبل.


لقد حان دورنا حقا لإعطاء "قبلة الحياة" لمجتمعاتنا العربية لتنتعش و تسير نحو مستقبل مشرق و مزهر بالمعرفة و العلم و الفكر العقلاني المحض.أنت كشاب لديك القوة و القدرة على أن تكون نقطة تحول، تنبثق منها براعم المستقبل المزهر.


ايمان اكسيم

الشباب قبلة حياة تنعش مجتمعات كادت ان تنطفىء



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مدونة رفوف

تدوينات ذات صلة