"إن القراءة ليست مجرد هواية، وإنما هي بالفعل: منهج حياة"

نحن كالسمكة نظن أننا نعلم كل شيء، وقادرون على فهم واستيعاب كل ما حولنا؛ إلا أن الزاوية تتلون بتلون الناظر إليها. تعد القراءة وسيلة أساسية لبناء المعرفة ومحاربة الركود. انها

أساس الوعي الثقافي والحضاري وحجر أساس النهضة المجتمعية. كما تستطيع أن تفتح آفاقًا واسعةً للإنسان لتوسيع مداركه ومعرفته، وليس عبثًا أن كانت "اقرأ" أوّلَ كلمةٍ أنزلت على قلب سيّدنا مُحمّد -عليه السلام-، فكأنّما حدّدت نُقطة البداية والانطلاق، بالإضافة إلى قيامها برسم خارطة الطريق وكشْف سرّ التحرُّر.


"القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب” عباس محمود العقاد


إذن ما القراءة؟

القراءة أن تنظر لكل ما حولك و تستنبط المعرفة بشكل أساسي منه، وبصورة شمولية تُعنى بفهم حيثيات الأمور ومقارنة المعارف البشرية مع تغيرات الزمان والمكان. لذلك فالقراءة لا تقتصر على الكتب فقط. كما أنها ليست هواية بل مهارة يجب أن تصبح جزءاً من يوم الشخص، والتي يمكن للفرد أن يتعلّمها بشكل مُخطط له مُسبقًا، وذلك في مراحل تعليمه الأولى، وهي العملية التي تُبنى عليها الأسس النظرية والتطبيقية كافّة.


لماذا مهم أن نقرأ؟

يثبت التاريخ أن ما لا يتغير سيتعفن، والقراءة من الوسائل التي تدلك على أفضل وأسرع الطرق لتحقيق أهدافك وأحلامك وبعض الكتب تلخص خبرة حياة أشخاص على مدى أعمارهم. تخيل أشخاص عاشوا وكتبوا خبرتهم ككتاب؟ من تكلم عن فهمه عن مصاعب الدنيا أو معادلات السعادة، كم سيعطيك من تجارب؟ كما أن الكتب والروايات تساعدك على فهم مشاعر الأشخاص في مواقف قد لا تعيشها انت، مثلا لو قرأنا بأداب السجون مثل: "القوقعة، يسمعون حسيسها" سنرى من الظلم والتعذيب. لكن لو قرأنا كتباً عن التاريخ، أو المتعلقة بالحروب عموماً، سنعيش تجربة وشعور أشخاص هربوا من منازلهم، سنعيش النزوح واللجوء والصعوبات التي واجهوها وغيرها من الكتب والروايات التي تتحدث عن التشرد، عن التعذيب، عن العنصرية، أو عن طريق النجاح الطويل وتغيير الشخصية وتطويرها. ستجد كتابا في كل موضوع وحلولاً لكل مشاكلك وستكون الكتب طريقة للتغيير.


"التجارب لا تقرأ في الكتب ولكن الكتب تساعد على الانتفاع بالتجارب."


وكلما قرأ الشخص أكثر كانت حصيلة خبرته المتراكمة توازي حياة أولئك الذين قرأ لهم، ويستطيع عندها مفاعلة أفكارهم مع بعضها البعض ومع الواقع للحصول على أفكار تناسب ما يعيشه في حياته. إذن؛ كل رواية أو كتاب تعطيك تذكرة سفر لمكان جديد وثقافة مختلفة لتترك منزلك منطلقاً لتجربة جديدة. لهذا القراءة إحدى الطرق لتقريب المسافة بين الأشخاص، القراءة تمنح عالماً الجميع فيه متساوٍ نتشارك فيه الشعور والخبرات.


“نحن نقرأ لنعلم أننا لسنا لوحدنا"


هل القراءة فقط لتجميع المعلومات وأننا بذلك نحقق الهدف التعليمي منها؟

إن التعليم عملية متكاملة؛ لا تقتصر في الحصول على المعلومات بل تطبيقها العملي وعكسها على الواقع ومن ثم إعطاء فكرة في التغذية الراجعة، فالأفكار نحصل عليها بطرق مختلفة ومن الممكن أن نحصل عليها من تجاربنا الحياتية وتبقى موجودة بلا فائدة ما لم نتفكر فيها بعمق أو نراجع انفسنا. إذا قرأت شيء ولم تفكر به بعدها فإن استنتاجاتك ستكون مهتزة وغالباً غير واقعية، لذا ولأن القراءة وحدها غير كافية لكي نتعلم علينا أن نضع القراءة في سياقها الصحيح وأن نفهم متى يمكن تطبيقها ومتى لا يمكن. إن لم نُفعل أفكارنا مع ما حولنا، كيف سنتطور؟ كيف سنضحد ونؤكد القناعات؟


"التجارب لا تقرأ في الكتب ولكن الكتب تساعد على الانتفاع بالتجارب."
القراءة ولماذا نقرأ؟43480345863170250



Read with Aseel

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينة ناجحة وغنية 👌🏾 فعليا شعرت بدي اترك كل شي وأبدأ بالقراءة مباشرة 👏👏 يعطيكِ العافية.

تدوينات من تصنيف تعليم

تدوينات ذات صلة