ماذا يعني أن تكون قوياً؟ وما الفرق بين الهدوء والقوة؟منذ صغرنا كانوا دائماً يرددون على مسامعنا هذه العبارات" أنت قوي، أو فلان شخصيته قوية، أو جريء،..

ولكن هل جربنا أن نسأل أنفسنا ماذا تعني هذه المصطحات وماذا تبني في عقول أبنائنا؟ قد يكبر الطفل ويظن أن امتلاك الشخصية القوية يكون بالعنف والصراخ وفرض الرأي، وعدم مراعاة مشاعر الآخرين وأحاسيسهم، فيعلن الأهل انتصارهم في التربية، وينعكس ذلك على تعامل الطفل مع من حوله فيكبر وتكبر معه الخدعة ويظن بأنه على الطريق الصحيح وبأنه يحصل دائماً على ما يريد لأنه يمتلك شخصية قوية كما أقنعوه.في المقابل نجد الصنف الآخر من الأبناء الذين تم تربيتهم ببيئة سليمة، هادئين يحصلون على ما يريدون بسلاسة ولين، دون الحاجة للصراخ أو فرض الرأي أو الاعتراض على كل شيء،يدخلون المدرسة والجامعة دون أن يشعر بهم أحد، يحققون النجاحات الصغيرة، ويفرحون لأبسط الأشياء بهدوء.ومن هنا نستطيع أن نجيب على سؤال البداية ماذا يعني أن تكون قوياً؟قد يظن البعض بأن الهدوء عكس القوة، فقد تجد أن الناس من حولنا يتعجبون إذا شاهدوا أحدهم هادئاً أو لا يتكلم كثيراً فتبدأ سلسلة من الأسئلة أولها لماذا أصبحت هادئا!وكأن الهدوء هو الغريب رغم أنه الشيء الطبيعي، وهو حالة من السلام والتوازن النفسي المفيد لك وللناس، فعندما نشغل أنفسنا باتباع الصورة الذهنية الخاطئة التي تكونت لدينا عن القوة نصبح نسخ متكررة ممن حولنا وكذلك نربي أجيالاً جديدة على هذا الأمر.فقد تجد العديد من الأطفال الذين يعتقد الناس أنهم أكبر من عمرهم لمجرد أنهم يسيئون لأقرانهم لفظأ أو فعلاً، فيكبر هذا الطفل وهو يعتقد بأن الناس ستعجب به لمجرد أنه كان عنيفاً في صغره وبأنه استهزء من أحدهم.علموا أطفالكم على الهدوء وازرعوا فيهم القوة كما هي في الأصل دون تشويهها، ألا وهي قوة الإرادة وقوة القلب وقوة الضمير.وعلموهم بأن الهدوء أساس القوة وأساس الحياة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سلسبيل نواهضة

تدوينات ذات صلة