إذا كانت الحرية خيرًا ، فكيف يمكن للإنسان الحر أن يكون غير سعيد؟فهل أعطينا أنفسنا حرية أكبر مما يستطيع ذكاءنا استيعابها؟

وَعَجيبٌ أَن يُخلَقَ المَرءُ حُرّاً ثُمَّ يَأبى لِنَفسِهِ الحُرِيَّه


– إيليا أبو ماضي


هناك قصة قديمة تدور حول أحد رجال حاشية أحد الإمبراطور استخف بمسؤوليات الإمبراطور ولكي يثبت خطأه، رتب الإمبراطور لكي يستبدل الأدوار مع هذا الرجل ليعرف مدى أعباء الإمبراطور. ثم قام الإمبراطور بإجراء تعديل آخر ، علق فوق العرش سيفا مربوطا بشعرة ليظهر مخاطر وأعباء الإمبراطور إلى جانب الخوف المستمر من الإغتيال. تعرف هذه القصة بسيف داموكليس.


بما أن الإنسان لحظة في الزمن الفلكي ، فهو ضيف عابر للأرض ، وجزء صغير من جنسه ، وسليل من عرقه ، ومركب من جسد وشخصية وعقل ، وعضو في الأسرة والمجتمع ، ومؤمن أو مشكك في عقيدة ، وحدة في نظام إقتصادي ، ربما مواطن في دولة أو جندي في جيش لقد ولدنا جميعًا وفوق رؤوسنا هذة السيوف المتدلية خاضعين لجسد ونفس. لعادات وتقاليد مجموعتنا ؛غير متكافئين في الصحة والقوة ، في القدرات العقلية وصفات الشخصية ، تحب الطبيعة الاختلاف باعتباره المادة الضرورية للاختيار والتطور.


تبتسم الطبيعة على مفهوم الحرية والمساواة في اليوتوبيا المنشودة، لأن الحرية والمساواة أعداء أبديون ، فعندما ينتصر أحد يموت الآخر اترك الرجال أحرارًا، وسوف تتكاثر التفاوتات الطبيعية بينهم بشكل هندسي تقريبًا، بما أن الرجال يحبون الحرية ، وحرية الأفراد في المجتمع تتطلب بعض تنظيم السلوك ، فإن الشرط الأول للحرية هو تقييدها ؛ اجعلها مطلقة وتموت في حالة من الفوضى. فهل أعطينا أنفسنا حرية أكبر مما يستطيع ذكاءنا استيعابها؟


إذا كانت الحرية خيرًا ، فكيف يمكن للإنسان الحر أن يكون غير سعيد؟ إذا رأيت شخصًا غير سعيد فاعلم أنه ليس رجلاً حراً ؛ لكنه عبد لشيء ما. يقول نسيم طالب : ” لن تصبح حرا تماما بمجرد تجنب أن تكون عبدا ؛ فيجب أيضًا أن تتجنب أن تصبح سيدًا.”


فمتى نصبح أحرارا بشكل كامل ؟؟؟ يخبرنا الفيلسوف إيبكتيتوس بأن الحرية هي في أن ننصرف عما ليس في قدرتنا إلى ما هو في قدرتنا. فإذا التمس الإنسان الحرية الصحيحة فليبحث عنها، لا في الأشياء الخارجية ولا في جسمه ولا في ماله ولا في جاهه؛ لأنَّ في ذلك كله إستعباد أخلاقي وبلاءً عظيمًا، بل إنَّه واجدها في نفسه وفي شيء مستقل كل الاستقلال؛ وهو قدرته على الحكم والإرادة. ولا شيء يستطيع أن ينال حرية النفس بسوء.

إنما تُبلَغُ الحريةُ لا بامتلاك كل الأشياء التي ترغب فيها، بل بإزالة الرغبة ذاتها. الحرية هي الغنى عن، وليس الغنى ﺑ.

saffha/صفحة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات saffha/صفحة

تدوينات ذات صلة