رايا و التنين الآخير:فيلم فنتازيا رسوم متحركة أمريكي من إنتاج شركة أفلام والت ديزني 2021


بعد زمنٍ طويل من بدايةِ ظهور أميراتِ ديزني,يبدو أنَّ الشركة باتت مقتنعةً بأنَّ الأميرةَ التي لا تبحث عن الحبّ أصبحتْ خياراً ممتازاً و مقبولاً جدَّاً للجيل الجديد,لذا فهذا الفيلم امتدادٌ للتغييرات التي تدخلها ديزني على فكرة الأميرات,


فبعدَ نجاحِ موانا الفتاة القوية التي لم ترضى بالتقليل من شأنِ كونها فتاة وسعت لتحقيق أهدافها و حلمها رغم كلِّ شيء ,وبعد تغيير مفهوم الحبِّ وتوسيعه مع فيلم أميرة الثلج ,تقدّم ديزني مجدداً فيلما بلا حبّْ ولا أمير منقذ ولا حتى فساتين أو رقص ولا إشارةً فيه إلى التوقِ أو المشاعر أو الرفض المجتمعيّْ لفتاةٍ تنقذ مملكة و تحمي والدها من الأعداء ,فأميرة ديزني الجديدة فتاةٌ قويَّة بزيِّ المحاربين وعدَّة الحرب تفكّر و ترسم الخطط و تسعى لتنفيذها,تتعلَّم كيف تثق بالناس و كيف تشق طريقها بنفسها وتظهرُ عطوفةً وودودةً و سريعة البديهة.


"رايا" هي المنقذة في هذا الفيلم ولا ظهور لأمراء أبداً , كما سيلاحظ المشاهد أنَّ الفيلم مرتكِزٌ على العنصرِ النسائيِّ ,فالبطلة أنثى و عدوّتُها أنثى و حتى التنين أنثى,ولا أعتقد أنَّ هذا جاء بمحض الصدفة بل على الأرجح هو إدراك من الشركة المنجة بمتطلبات المرحلة الجديدة و برغبات الفتياتِ الجدد.


أما عن مضمون الفيلم:


فتدورُ أحداث الفيلم في مملكة تجزَّأت بسبب الأحقاد و الحروب وموتِ التنانين التي كانت تحمي البلاد وتوفر لها الخصوبة و المطر,فتنتشر نتيجة لهذا الأحقاد و الضغينة بين أقسام كوماندرا الخمسة "الناب و الذيل و العمود الفقري و المخلب و القلب"إلى أن يقرر والد رايا توحيد هذه الأراضي من جديد و العودة إلى كوماندرا الوطن الكبير,وهو ما حققته ابنته الوحيدةُ .


يناقِشُ الفيلم فكرةَ الثقة بالآخر و منحه الفرص ,وهل يمكن أن يصير العدوُّ صديقاً لو عرفنا كيف نتعامل معه؟

وهل يمكن للجزء المشترك مع الآخر أن يخلق في النهاية رابطاً قويَّاً بحيثُ يجعلُ الآخرين جزءاً من حياتِنا؟.

الرسومات و الموسيقى التصويريّة جميلة و مغرية بالمتابعة و الفيلم يصلح للمشاهدة العائليَّة .



صفاء حميد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صفاء حميد

تدوينات ذات صلة