أربعة مسلسلات ستفتح شهيته للخوص في جانب أخر من الطبيعة البشرية.

"بمقدور أي أحد كان أن يصبح طاغية"

بهذه العبارة ختم مسلسل "كيف تصبح طاغية" حلقته الأخيرة، وبهذا تكون نتفليكس قد أسدلت الستار على واحد من أعظم المسلسلات الوثائقية التي أنتجتها منذ ظهورها لأول مرة في عام 1997.

مما لا شك فيه أن كل واحد منا له نظرة خاصة تجاه إنتاجات نتفليكس، فالبعض قد يرى أنها ما هي إلا وسيلة لتحقيق غاية منشودة لذا جهات معينة كالماسونية مثلا كما يدعي الكثيرون في حين يرمي أخرون رأيهم صوب نهر التجارة إذ يرون على أن نتفليكس مجرد شركة ترفيه يتحكم في صناعتها المال ولن تجلب لنفسها فائدة مادية كانت أو معنية إن خدمت أجندات بعينها مادام المُشاهد يوفر لها ما طاب من المال والشهرة كشركة رائدة في مجال الترفيه. ومهما اختلفنا في أرائنا فلا يمكننا نفي الوعي التي ساهمت في نشره المنصة، فكم هي الأفلام والمسلسلات والبرامج الثقافية التوعوية التي قامت نتفليكس بإنتاجها وعرضها على منصتها وأخرها مسلسل " كيف تصبح طاغية" الذي شكل صدمة في الوسط السياسي لاقتران موضوعه بالسياسة بشكل كبير إن لم نقل أنه فعلا مسلسل سياسي وبامتياز ولعل عنوان السلسلة يظهر جزء من هذا الاقتران. فالطاغية لا يطغى على نفسه فقط بل يتطلب أناسا أو شعبا ليمارس لعبته المتمثلة في التحكم بهؤلاء الناس وتروضيهم على الشكل الذي أراده هذا الطاغية.


إن كنت من المصدقين أن نتفليكس لها برامج ستزيد من معرفتك وترفع من وعيك فأقول لك: حدقتا عينيك يحملقان في الموقع المناسب، فهنا سنستعرض أعمالا أخرى لنتفليكس ستفتح شهيتك نحو اكتشاف عالم أخر أكثر معرفة، معرفة لا تخلو من متعة وتشويق لا يطاقان، أما إن كنت ممن لا يطيقون نتفليكس ولا يحبذون متابعتها كونها حسب اعتقادهم صناعة شيطانية، الهدف منها هدم القيم والتخلص من الأخلاق المستمدة من الدين كالدين الإسلامي في أمتنا العربية فأنا أقول لك أفرغ نفسك من هذه الأقاويل الجوفاء ولو للحظة قراءتك لهذا المقال، وأعدك أن تغيير رأيك بعدما تشاهد المسلسلات التي سأستعرضها أمامك الآن.



كيف تصبح طاغية 2021 - How to Become a Tyrant

سلسلة وثائقية من ست حلقات، للمخرج بيتر دينكلاج، وإنتاج مشترك بينه وبين صديقه ويلر نيلار.

تحكي السلسة في مجملها عن الحُكْم وطرق الإمساك بزمامه والاحتفاظ به مستهلة بمجموعة من الحكام وأصحاب السطوة، سيطروا على بلادهم بقبضة من حديد، فمنهم من اختار الدكتاتورية الإعلامية أو ما يسمى بالبروباغندا للتأثير على شعبه واقتياده إلى رغبات وأحلام الطاغي وكان أدولف هتلر هو الشخصية التي اختارها صناع السلسلة لإبراز ذلك، فيما انتقلت الحلقة الثانية لطريقة الطاغي الخاصة في الإبقاء على الحكم أو في حالة ما تم وقوع اختلال في مسار الحكم وذلك من خلال سحق الطاغي لأعدائه والتخلص منهم وهو الأمر الذي حدث مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين حينما علم بأن بعض الأصدقاء غير راضيين على استلامه سدة الحكم من الرئيس الذي كان قبله، فقام صدام وقتل أزيد من عشرين شخصا كانوا من معارضيه في الخفاء في حين اكتفى بسجن آخرين حتى ظنوا أنفسهم محضوضين فتم إجبارهم بقتل العشرين الذين حكم عليهم بالموت. وبهذا النهج سار الوثائقي في باقي حلقاته التي تتعدى في توقيتها العام النصف ساعة.



اعتراف القاتل 2019 - The Confession Killer

يزخر موقع نتفليكس بكم هائل من وثائقيات تناولت الجريمة وحللت عقلية المجرمين ونفسيتهم، لكن في نظري أجد مسلسل The Confession Killer أفضلهم نظرا للطريقة الجميلة والمتقنة التي سارع صناع المسلسل إلى توظيفها لشد انتباه المتفرج لأخر الدقائق في كل حلقة، بل وحتى الموضوع في غاية الغرابة إذ أختار المسلسل مجرمين تجمعهم علاقة قرابة مع ضحاياهم. هنا ستجد الأخ يقتل أخته، والابن يقتل أسرته، والزوج يقتل زوجته، والأم تقتل ابنها ... إلغ.


الدوافع تختلف من قاتل لأخر لكن قربهم من ضحاياهم تجمع كل هؤلاء المجرمين. مسلسل مرعب أكثر منه ترفيهي، مع كل مشاهدة ستكتشف لا إراديا أن من تضع تقتك فيهم قد يصبحون يوما أعداؤك وقد يكيدون لك كيدا هذا إن لم يفعوا بك ما فعلوا هؤلاء المجرمون الأنذال بعائلاتهم وأقاربهم.



الأفلام التي صنعتنا – The movies that made us

مسلسل وثائقي سيبعدنا قليلا عن شجع الطغاة في الحكم والتعطش للسلطة وعن جرائم النفوس البشرية المريضة، ليغوص بنا في عالم الفن السابع، عالم السينما وكواليس صناعتها.

وثائقي من إخراج بريان فولك ويس إنتاج سنة 2019 من موسمين كل موسم يحمل ما مجموعه ثماني حلقات وكل حلقة مرفقة بقصة من قصص كواليس الأفلام الشهيرة، لكنها كواليس ليست كتلك التي نعرفها أو نشاهدها، مخرج وراء شاشة أو شاشتين يعطي الأوامر ومصورون يحملون آلاتهم الضخمة يلحقون بالممثلين أينما تحركوا حالمين بتحقيق رؤية المخرج ونيل رضاه، بل الكواليس هنا كانت تبحث عن القصص خلف صناعة أشهر الأفلام وأكثرها تحصيلا على المداخيل في شباك التذاكر. ففي الحلقة الأولى سنتعرف كيف كان للحظ دور مهم في خروج نص فيلم رقص وسخ Dirty dincing- - للوجود، حيث لم يحظى سيناريو الفيلم بالثقة من لدن شركات الإنتاج أذاك، وكان على إلينور بيرغستون كاتبة الفيلم تقبل الآراء المخزية والمحبطة التي كانت تسمعها من عند المنتجين الذين تقدمت إليهم بنصها والتي كانت تنصب في اتجاه واحد .. إذ عبر لها أغلب المنتجين على أن ما كتبته يصلح أن يكون فيلم رقص إباحي ويباع في شرائط خاصة لا أن يعرض داخل قاعات السينما، إلى أن أتى الحظ ووافقت شركة فيديو بتمويل الفيلم،. وفي الأسابيع الأولى جلب الفيلم عددا مهما من المشاهدين لم يتوقع لا أصحاب القاعات ولا صناع الفيلم أن يستقطب الفيلم في الأسابيع الأولى من عرضه كل ذلك الكم الهائل من الناس. المسلسل لم يقف عند هذا الحد بل نبش في قاع قصص أخرى وراء صناعة أفلام شهيرة ك: Home Alone و Ghostbusters و Die Hard وغيرهم من الأفلام العظيمة.








سينِفاء ُ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

طبعا نتفليكس بها اعمال جد محترمة لكن هذا لاينكر حقيقة وجود اعمال اخرى ضربت بالاخلاق عرض الحائط وروجت لافكار شادة متطرفة.
على العموم مقال جميل، سبق أن شاهدة المسلسل الاول فيما سأتابع الاثنين المتبقيين عما قريب.

تدوينات من تصنيف أفلام علمّتني

تدوينات ذات صلة