"مع موهبة عادية ومع مثابرة غير عادية، كل الأشياء تصبح قابلة للتحقيق" -توماس بكستون





هنالك حمل كبير على و داخل الانسان الموهوب أي الانسان ذو الموهبة.. أياً كانت تلك الموهبة.. الرسم.. الكتابة.. النحت.. الغناء.. التمثيل.. التحدث أمام الجمهور.. رياضة من الرياضات.. مساعدة الناس.. البرمجة.. تداول الأسهم و العملات.. إلخ..

الانسان الموهوب يعيش مع موهبته.. إما يعيش معها في داخله.. داخل جسده و عقله و روحه فقط، أو يعيش معها في العالم الخارجي، يحتضنها و تحتضنه، يراها و تراه، يسمعها و تسمعه، يحبها و تحبه، يهتم بها و تهتم به..

على الموهوب إفراغ الموهبة من داخله و إخراجها إلى العالم.. هكذا سيعيش فعلاً، عندما تخرج موهبته من داخله إلى الخارج. و عندما تخرج، على الانسان الموهوب إدارة موهبته و تنظيمها و الاهتمام بها. لا يجب عليه أن يهملها أبداً. و عليه ألا يخاف من إخراجها من داخله أو التقسيط في إخراجها خوفاً من نضوبها! فالموهبة الحقيقية متجددة دائماً و لا تنضب أبداً مثل الشمس و الرياح! الكاتب الحقيقي لن تنقصه الافكار للكتابة، و الرسام لن تنقصه الألوان، و مبرمج الالعاب لن يتكأ منتظراً أفكاراً لشخصياته، و لن يخافوا من نفاد الأفكار أو انتهائها!

الشخص الموهوب عليه ألا يخاف أو يُحرج من إخراج موهبته إلى العالم بل أن يخاف من حبس موهبته في داخله! حمل الموهبة، و الأمانة التي أُعطيت له، سيثقله و يثقل حياته، و قد يكسره في نهاية المطاف! على الانسان الذي يريد أن يعيش حياة ذات معنى و أثر أن يهدي حياته لموهبته، فيفيد نفسه و غيره.. و الانسان الموهوب حقاً، لن يرغب في عيش حياة بعيدة عن موهبته! في (The Unbearable Weight Of Massive Talent) يحكي الفيلم قصة الممثل البطل نيكولاس كيج، الذي يعيش حياته مؤدياً لأدوار الأفلام التي أحببناها جميعاً حتى وصل إلى هذا العمر، فوجد نفسه في وضع مادي صعب غير قادر على الحصول على أدوار التمثيل التي يرغب في الحصول عليها مما جعله يقرر التقاعد عن التمثيل و حضور حفلة عيد ميلاد معجب لتسوية حاجاته المادية! لن أحرق عليكم الفيلم، و لكني سأقول لكم بأن من سيشاهده سيفهم بأن موهبة نيكولاس كيج الحقيقية التي لا يمكنه التخلي عنها هي التمثيل.. و أي موهوب حقيقي سيفعل مثل نيكولاس كيج و لن يتخلى عن موهبته أبداً، مهما حدث!

الموهبة الحقيقية مخيفة، لأنها تجعل الشخص متمحور حولها. إن لم ينصع لها، يتوه و يغضب و يحزن.. و إن أطاعها يتفتح و يثمر و يُشرق! و هي مخيفة لأنها تجعل الانسان خائفاً من الفشل.. من الخذلان.. من عدم التفوق و الكمال، فيذهب الانسان بعيداً عن موهبته كيلا يخذل نفسه أو يفشل!

الموهبة الحقيقية مخيفة بالفعل، لكنها محررة أيضاً، تحرر الانسان من نفسه، و تهدئه و تُرغبه بالحياة! فابحثوا عن مواهبكم أو اصنعوها.. و من ثم كرسوا أنفسكم لها، و اصنعوا واقعكم!




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الهمتيني حقًا وشجعتني كلماتك الرائعة

تدوينات من تصنيف تطوير الذات

تدوينات ذات صلة