فيلم قصة زواج:فيلم من إنتاج سنة 2019 وبطولة سكارليت جوهانسون و آدم درايفر.

يقول أنيس منصور :الزواج أعظم الوسائل التي يستخدمها الإنسان لمعرفة الشخص الذي لا يمكنه أن يعيش معه في سلام.


ويقول علي الطنطاوي:

إنما يبنى الزواج على التوافق في التفكير والسلوك والوضع الاجتماعي والحالة المالية، وبعد هذا كله تأتي العاطفة.


شاهدت قبل يومين فيلماً من إنتاج عام 2019 اسمه "Marriage story" أو قصة زواج,يحكي الفيلم قصة ممثلة مسرحية متزوجة بمخرج مسرحياتها و بينهما طفل في الثامنة من عمره,وتمضي بهم الخلافات بسرعة نحو الطلاق.

في بداية الفيلم,يبدأ البطل بالحديث عن مواصفات زوجته, فهي عطوفة ومستمعة جيدة وأم مثاليَّة محبةٌ للعب,وتمتلك روحاً استثنائيةً مفعمة الحياة,ولا ينسى كم أنَّها داعمةٌ ومحبَّة وشديدةُ التفاني.

ويلي هذا المشهد,مشهدٌ ثانٍ تعدِّد فيه الزوجة صفاتِ زوجها فهو مبدع ومحبٌّ ويقوم بالأعمال البسيطة التي تهمل هي القيام بها ولا تنسى أن تشير إلى أنَّها أحبته منذ أول لحظة وستظلُّ تحبه إلى الأبد.


لماذا الطلاق إذاً؟


تبرّر بطلة الفيلم الأمر بأنَّ زواجها بدأ يشعرها بفقدان الهوية,وبأنَّه لم يعد لها وجود إلا من خلال وجود زوجها,فهي لم تعد تعرف أي الأشياء تحب وأيها تكره,كل ما تحب أو تكره هو ما يحب هو أو يكره,لا تذكر شكل الأثاث الذي تفضله ولا نوع الطعام الذي طالما أحبته,تبرِّر أنَّ حياتها الخاصَّة صارت مميعةً تماماً بين رغبات الطفل و رغبات الزوج.

وأعتقد أنَّ هذه مشكلة كثيرٍ من النساء المعاصرات في العالم, مشكلة ضياع الهوية أو فقدان شكل الحياة الخاص,وهو ما يظهر عند المرأة أكثر مما يظهر عند الرجل رغم كون الزواج مسألةَ طرفين اثنين ورغم الزعم بأنه مسألةٌ تشاركيّة,وهنا لفت نظري مشهدٌ في الفيلم أشارت فيها المحامية التي تولت قضية الطلاق إلى مسألة غياب الأب عن الصورة المعروفة للزواج,وعن كونه غير مطالبٍ أصلاً بالحضور أو بالحضور التام على الأقل,و تمثَّلت لهذا بكونِ صورةِ الأم المثالية هي صورة:"مريم العذراء" ,الأمِّ الكاملة دون وجود أبٍ ذكر في الصورة حتى للحصول على المولد,وهذا برأيها سبب من أسباب تعميق المطالبة الدائمة للأمهات بأن يكنَّ كاملات,لا يغضبن لا يحزنن لا يهزمن ولا تتغير أمزجتهنَّ بأي شكل,

بينما لا يكون هذا مطلوباً من الزوج في العادة,بل إن غضبه يكون مبرراً وكذلك تعبه و تعكُّر مزاجه.


وهنا سنفكر جميعاً,هل إذاً على المرأة أن تعمل خارج المنزل وداخله وتحتفظ بمزاجها رائقاً وبقدرتها البدنية ممتازة و بشكلها حلواً ولباسها مهندماً ,مقابل امتلاك عائلة؟


وبالطبع سنواجه آراء كثيرة,منها ما يدعو المرأة إلى اللبوث في بيتها ورعاية أبنائها كأقصى وأحسن ما تستطيع,ومنها ما سيدعو المرأة إلى الصبر والاحتمال ,ومنها ما سيدعوها إلى التحول إلى امرأة خارقة ونبذ الزواج,ولست في معرض الحديث هنا لأرجح أيَّ رأيٍ على الآخر ,لاختلاف الحالات واختلاف النساء.


لكنَّ قضية الطلاق التي طرحها الفيلم والتي تعدُّ غير مبررة جداً خاصةً في عالمنا العربيّْ,هي قضيةٌ مهمة تستحق وقفةً وتفكُّراً ,لكلِّ المقبلين والمقبلات على خوض تجربة الزواج وإنشاء عائلة.


صفاء حميد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صفاء حميد

تدوينات ذات صلة