نحن الوعي الأصغر الذي تمرد وتطور بعيدا عن أي توقعات له

كأني وجدت الإجابة أخيرا لسؤال وجودي أزلي يلازمني..

من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟

إن قلنا أن ما يميز البشر هو الوعي وهذا ما يجعلنا في النهاية "نحن"، وما يسمح لنا بالتطور وابتكار ما يماهي معادلات الكون والقوانين الفيزيائية الثابتة.

إن قلنا نحن انبثاق من الوعي الأكبر والأعلى، وقد تم منحنا ما يشبه مساحة للإرادة الحرة

سواء كان مخطط ومقدر لنا أو كتجربة أو كإرادة حرة، في النهاية هناك حقيقة واحدة

لقد تطورنا رويدا رويدا وكبرنا.. وما زلنا في عملية تطور وتغير مستمرة وسريعة

والحقيقة الثانية، أننا ما زلنا في بداية البداية، نحن نتاج تطور كوني مُبهر وبكل التطور والتغير السريع الذي أحدثناه لانفسنا ولما حولنا، إلا أننا ما زلنا في البداية.

اليوم، بتنا في زمن قياسي نملك الكثير من الأدوات التي تمكنا من تسهيل سير حياتنا وتمكننا من التعرف على ماهيتنا وتفاصيل ما حولنا..

إذا .. نعود لأسئلة فلسفية .. هل نحن الوعي المتمرد الذي خرج عن طوع العقل الأسمى؟

هل اكتشفنا أنفسنا بطريقتنا الخاصة بعيدا عن أي خطط مقررة سلفا؟

هل نحن الوعي غير القادر على التقيد بقوانين ومعادلات الكون

هل أجسادنا ستصبح عاجزة عن إحتواء نورنا وتمردنا وقدراتنا مع الزمن ؟

هل نطمح لنماهي قدرات الكون ماديا ومعنويا، وهل بإمكاننا ذلك؟

يمكن

نعود ونؤكد على فكرة أننا ، ما زلنا في بداية الطريق وأعتقد ما زال هناك مليارات من السنوات الضوئية أمامنا لنتطور أكثر ونطور أدواتنا بما يضمن لنا حياة أفضل وبما يتيح لنا اكتشاف أنفسنا ومعرفة الكثير من الإجابات التي نطمح للوصول اليها..

لعلنا سنلتقي يوما بكائنات مختلفة عنا في زوايا باردة ومظلمة من هذا الكون، سنلتقي معا يوما لتساعدنا في اكتشاف أبعاد أخرى ، ورؤية ما لا يمكننا رؤيته، وسماع ما لا يمكننا سماعه.


إذا الفكرة الجديدة التي خطرت لي، هل عثنا خرابا بخطط الكون؟

هل نحن مع قصر زمن تواجدنا هنا نُعتبر تجربة جديدة وغريبة للكون وأبهرنا الأبعاد الأخرى بسرعة تطور ذكائنا؟

أم أننا تجربة سبق لها العيش ونحن مجرد تكرار لها.. والأبعاد الأخرى تستهين بأفكارنا وأسئلتنا وتنظر لنا بعين الشفقة؟

ما أقصده، هل نحن ك"الأبديون" مبرمجون لمهمة محددة ام نحن تجربة مكررة مملة؟


أعتقد .. وأؤمن .. في النهاية

نحن الوعي الجزئي الأصغر الذي تمرد وتطور بعيدا عن أي توقعات له

تطور بشكل مغاير عمّا كان مقدر له

نحن تجربة الكون لنفسه واكتشافه لذاته على هيئة إنسان

وبكل الاحوال، مهما كنا ومهما كان الجواب منّا، نحن نبقى تجربة مثيرة للاهتمام، ومهمة وذات معنى.

ولدينا الفرصة بالتمرد على واقعنا وتشكيله كما يحلو لنا

بعيدا عن أي قولبة أو قوانين

بعيدا عن أي ولاء وطاعة عمياء

بعيدا عن أي خطط مقدرة لنا

ما زال بإمكاننا يوميا أن نبهر الذات بقدراتنا بدلا من التمسك والالتزام بما هو مكتوب وفقط،

ما زال بإمكاننا يوميا أن نخرج عن المألوف.

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة