يبدو أن لا أحد يحب المكوث هنا طويلا.. لا أحد وجد سببا مقنعا ليبقى فترة أطول

وفجأة يرحل الجميع

يبدو أن لا أحد يحب المكوث هنا طويلا

لا أحد وجد سببا مقنعا ليبقى فترة أطول

الجميع مجرد عابر

باتت حياتي مليئة بوجوه العابرين

لا يتركون خلفهم سوى ذكريات هشة وشبح طيف أراه يعبر الطريق بعد غيابهم

طيف ذكريات يضحك هنا ويبكي هناك يركض هنا ويختفي هناك

وأنا في هذا العالم أمشي وحدي أركض وحدي أبكي وأضحك وحدي

يبدو أن لا أحد وجد سببا مقنعا ليتمسك بيدي

كل العابرين أفلتوا يدي بسهولة

لا أحد تشبث بي

كنت أحاول أن أنقذهم مرارا

كنت أحاول أن أتمسك بيدهم بقوة

كنت أمنحهم حبا وأمانا ولطفا لعلهم يجدون سببا مقنعا للبقاء .. لعلهم لا يرحلون

لعل شبحهم يتجسد في حقيقة واحدة دائمة ومقنعة

لكن في النهاية أستيقظ وأجد نفسي وحدي

وكأن الجميع لديهم وجهة يذهبون إليها ويهرولون نحوها

لديهم من الأحبة ما يكفي فلا مكان لي في حياة أحدهم

وكأن كل من مروا بي كان مقدرا لهم أن يكونوا مجرد عابرين

مجرد وهم طيف لا أكثر

مجرد ذكريات هشة قابلة للتلاشي بسرعة الضوء

حتى عقلي بات يتخلص منها بسرعة

وكأنه فهم أن لا طائل من الاحتفاظ بأي تفاصيل من الآن فصاعدا

مل من العابرين .. مل من فكرة العبثية في وجود الآخرين

لا سبب مقنع حتى أحتفظ بتفاصيلهم داخل عقلي

يتلاشون بسهولة

يتسربون كالماء من بين أصابعي .. فيرحلوا بلا عودة


ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة