يزورنا الشك من حين لآخر ، ننطفئ مراراً ، نغرق حيث القاع ، لكن لابد أن يتلو كل هذا السقوط نهوض ! ..........

بدأت خيوط الشمس تخترق نافذتي ولأنني أكره الستائر من إيماني بأنها تحجب الحقائق حتى لو كانت ستائر للنوافذ ، فاخترقت أيضا خيوطها عيناي شعرت وكأنها تريد إيقاظي ، شعرت وكأنها تناديني ، فَسَمحت لجفوني أن تُفتَح ونزعتُ عني نعاسي ، فجاءني صوت قطرات المطر وهي تطرق نافذتي ، توجهت للشرفة لاستقبالهن ، وإذ بقطرة غيث تُلامس وجنتي وتهمس لي باندهاش عما رأته مساء البارحة ! ، قالت لي :

- رأيت نوراً يضيء في مواضِع وينطفئ في غيرها

قلت لها وأنا ضاحكة على براءتها :

- هذه أضواءٌ تم تلبيسُها للمدن احتفالاً برأس السنة يا عزيزتي وربما تلف أحد المصابيح فانطفأت .

أجابتني وفي إجابتها نبرة غضب :

- لا ، فأنا أُميّز هذا النوع من الأضواء فهو خافتٌ في أعالينا ، بينما النور الذي رأيته كان وهجاً قوياً جداً يُرى من بين الغيوم رغم كثافتهن .

ضَرَبَت كلماتها وَتَرَ كياني وأخذتُ أفكر ملياً ، فالقطرة تبدو جادة حقاً فيما ترويه !

واندفعت كلمات من شفتاي دون تصديق :

- هذا النور هو أملٌ جديدٌ مصحوبٌ بإيمان قوي وثقة بالإله نما غرسُه و اشتد جذره في قلبٍ طموحٍ راجٍ داعٍ بالتغيير ، قوي عزيز النفس عميق الفكر عنيد المجد ، مؤمن بالوصول كإيمانه بالرحيل .

- وماذا عن الأنوار التي رأيتُها انطفأت واستحالت ظلاماً ؟

- أما هذا فهو قلبٌ يئس من المحاولة وتعب من طول الطريق ، واستهان بالأمل والدعاء ، واستهزأ بالبدايات ، واعتراه الخوف من الفشل ، فانطفأت في مقلتيه كل دواعي الحياة .

- أما أنتِ فرأيتك ذات نصفين فنصفك نور ونصفك ظلام فمن سينتصر بالنهاية ؟

- لا أعلم يا قطرتي ، لا أعلم .

بقلمي _ ملك نادر.




ملك نادر

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ملك نادر

تدوينات ذات صلة