بعيدًا عن كل الأخبار الموغلة في الحزن التي ألفناها في هذا العام تم استخلاص إيجابية من بين كومة الرماد هذه.

دعونا لا ننظر بعين الشيطان التي يمكن تخيلها بأنها حمراء وجاحظة ويعبر من خلالها كل شيء جميل كأنه سراب أو شيء هلامي.

لذلك دعونا أيضًا نبرح هشاشة نظرتنا للحياة وننظر إليها بغير تلك النظرة التي ألِفناها وتلك العين التي ينظر بها عامة الناس.

فقد حُجبت ملامح وجهنا ولم تظهر سوى العينين فقط.أنتَ الآن أمام صوت وعينين ليس إلا. وهذا بمثابة تمرين خفيّ لنتعلم لغتها دون أن تشتتنا بقية ملامح الوجه كابتسامة كاذبة أو أنف قبيح،

هُنا أنت مجبر على أن تتّبع نبرة الصوت وتلك النظرة هذا إذا كان يعنيك اصلاً أن تترفع عن هشاشتك. وعلى نحو آخر فهي تعلمنا كيف نلتهم أحمر الشفاه الخاص بنا على طاولة أذاقتنا خيبة فتبدأ بقضم شفاهك وذاك الأحمر الغبي الذي وضعته ليلقي إعجاب أحدهم بينما هو تخلف عن موعده... -

-متى يبدأ القضم؟

تكون بدايته حين تبدأ تتساءل مثل أم كلثوم :أغدًا ألقاك!!؟

وحين يأتي غدًا وتفقد الأمل فتسأل مستنكرًا بعين من فقد الأمل كفيروز : قولك مش جاي حبيبي!!

ربما أحمر الشفاه هذا يسهل علينا ابتلاع غصتنا لكي لا تعلق في حنجرتنا،

أو قد تريح ذاك الأثر والندوب الذي يتركه حفر أظافرك في باطن يدك بأن قد « تكزّ» على أسنانك لتبرز عظمة خدك دون أن يلحظها أحد ثم تريحها وتُجيب كأن حدثًا لم يحدث ..

وأخيرًا فإذا كنت من الأشخاص الذين لا يحلو لهم التفكير إلا في منتصف الشارع عندما تكون وحيدًا فتضحك وتعبس وتتحدث مع نفسك وهنا وحدها الكمامة قادرة على حمايتك من لقب مجنون.إنها دورة تعليمية لكن دون أن تكلفك مبلغًا باهظاً بينما جيوبك تشرع الإفلاس.

فكرة تستحق أن تنقلها معك لتعايش الواقع.

rawankutkut

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات rawankutkut

تدوينات ذات صلة