ماذا نقول لنصف انقطاع الشعور بالحزن وكذلك بالفرح,وماذا لو كان للفرح والحزن لو فماذا سيكون لون اللاشيء.
تجولت وأنا أدندن "من يمسح عن قلبي حزني يرجعني خضراء اللون أعشاشًا للأطيار"
هنالك الكثير من المصطلحات قيلت لتصف الحزن لكن حين تتلفظ بها واصفًا حالك كأنك " مدنف القلب" مثلاً لا يعي أحد هول الغصة التي تعصر قلبك.
إن اللغة وجدت للتعبير وللتواصل لكنها شحيحة المفعول لإيصال الشعور، فكلمة منطفئ مثلاً لا توصل أن قيمك تعادل الصفر تمامًا فإذا كانت بالسالب فستعني الحزن وفوق الصفر فستعني وجود وقود حتى لو كان شحيحًا وبلغة الألوان لونك ليس أسود قاتما ولا أبيض مُبهجا وإنما مزيج منهما ‹›رماديّ››.، لا عليّ مني.
إنه منتصف الليل، لقد لبس الليل النهار وفي فلسفة الحزن ‹›التهمه››... عندما أرهف السمع يخيّل إليّ أن عقارب الساعة ما هي إلا الزمن وصوتها ما هو إلا صوته يلوك الثواني واحدة تلو الأخرى ليسلبنا الوقت الذي لا نشعر بكينونته اصلاً.ابتلعت مرارة ريقي وتلقفت يد الحين التي مُدت إلي( والحين هو الوقت المبهم كأن نقول حينًا من الدهر) وفكرت لو مضيت معه دون أوبة فسأتحول إلى فضيحة الحي لكوني الفتاة الهاربة لكن بعد حين سأغدو أسطورة،
سيتناقلون أخباري كأني حدث مهم لا قشة مهترئة على تخت منسيّ، سيقول أحدهم أنه رآني على قمة جبل وآخر رآني أطل من نافذة بيته أشتهي قطعة خبز يابسة أو أني ترهبنت. تركت يده فلم ترقني الفكرة وفكرت إلى أن توصلت إلى أن أغادرني،
قررت أن أعاند انطفائي... تجولت في الحقل والحي وسرقت من جارنا وردة ومن الآخر بيضة دجاجته، أخفيت حذاء سعيد ابن الجيران الذي ضربني حين كنت صغيرة، وقلدت صوت نباح كلب على شباك جارتنا المسنة الوحيدة. لم أكن سيئة وإنما أردت مجابهة هذا الركود المُخيف بالتمرد وفعل ما أهاب فعله. عدّلت وسادتي وخلدت للنوم. بالطبع كان هذا الحوار كله محض مُخيلة ولم أبرح سريري المنسيّ .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات