" الحكمة ماهي الا كلمة أخرى مرادفة لكلمة عش حياة جيدة "
قد تتساءل عند قراءتك لعنوان الكتاب عن سبب التسمية وما المراد بتحريك قطعة الجبن .. يبين الكاتب ان هدفه من تأليفه لهذا الكتاب هو تقديم نصيحة للقارئ في كيفية التكيف مع التغيير ويقول :
" الأهداف يمكن أن تتغير والنجاح يمكن ان نصنعه وأي شيء يمكن تلفيقه ثم أضفاء صفة الواقعية عليه "
يذكر الكاتب في كتابه قصة رمزية ويفترض ان هناك اربع شخصيات تعيش في متاهة اثنان منها فئران والآخران عبارة عن قزمين ضئيلي البنية في حجم الفئران تقريبا .. تبدأ احداث القصة ونحن نرى كلا من الشخصين وكذلك الفأرين سعداء جدا لانهم يحصلون على ما يكفيهم من الجبن يوميا واذا بهم يستيقظون في يوم من الأيام ليكتشفوا انه لا يوجد المزيد من الجبن ، بالنسبة للفأرين فقد سارا في المتاهة ووجدا جبنا جديدا اما بالنسبة للقزمين فقد جلس كل منهما يشكو حظه ويحاول ان يكتشف ما حدث للجبن الخاص به !
يشير الكاتب في قصته الى ضرورة البحث عن أشياء جديدة في الحياة ويقول :
" اذا ظللت مصرا على تعقب قطعة الجبن والجري وراءها فستكون بمثابة من يدعو نفسه للدخول الى عالم من التعب والألم ، اذا كنت لا تستطيع العثور على قطعة الجبن الخاصة بك انتقل للبحث عن شيء آخر ، ابحث عن شيء تستطيع التظاهر بأنه مهم فمجرد تظاهرك بانه مهم سيجعله كذلك ان ما يهم فعلا ليس الشيء وكينونته وانما نجاحك في العثور عليه "
"أنه قدرك وما من احد غيرك يملك القدرة على اخبارك بما يمكن ان تفعله ويحدث معك فرقا كبيرا "
وجه الكاتب في كتابه نقدا كبير لكتب تطوير الذات والذي يعتبر كتابه واحدا منها .. يأتي نقد الكاتب لهذه الكتب في كونها حسب رأيه تهدي الآمال للناس في سبيل تحقيق أهدافهم ولكنها تتركهم دون خطة واضحة لتحقيق هذه الأهداف حيث يقول :
" ان الكتب من هذا النوع تهديك الأمل جناحا تحلق به في الآفاق العالية ، وعندما تفشل في التحليق من جديد تتركك تسقط بكل قسوة كما لو كنت ورقة خاسرة ، أو تدعك تهيم على وجهك دون وجهة محددة "
ويتساءل الكاتب : " اذا كان الواحد منا لديه القدرة حقا أو حتى الاستعداد كي يساعد نفسه فلماذا كان سيشتري تلك الكتب التي توكل إلينا جميع المهام كي ننفذها "
يصف المؤلف كتابه بأنه من كتب تطوير الذات ولكنه موجه للأشخاص المتكئين في تكاسل على الأريكة حسب وصفه " إنه الكتاب الذي سوف يخبرك عن كيفية حصاد النتائج المترتبة على أن تكون شخصا أفضل دون أن تزعج نفسك بالعبء غير الضروري في أن تكون أفضل بالفعل "
يعتقد الكاتب ان سر وجودنا والغرض من حياتنا يكمن داخل كل منا وكل منا بحاجة الى البحث عن مكنون ذاته وجوهر حياته ويقول :
" لا شك أن الامر قد يستغرق بعض الوقت لمعرفة كيفية استكشاف هذه الذات الغامضة ولكن ان اتقنت تطويعها والتعامل معها فسوف تتفتح امامك أبواب عديدة باختصار سيفتح العالم امامك الباب على مصراعيه "
يحذرنا الكاتب من ان نكون اشخاصا غافلين او متهورين لان الغافل والمتهور قد يجد نفسه مملوء بأمور تافهة وأفكار واهية حسب اعتقاده وقد يكون سهل الاختراق من قبل الأفكار التي تبثها بعض الكتب التي تحتوي على الكثير من الاختلاق والهراء حسب وصفه
وما دفع الكاتب لها الاعتقاد انه لاحظ في الفترة الأخيرة ظاهرة تمثلت في الهوس الغريب باقتناء عدد من الكتب الصغيرة المفتقرة الى حسن الصياغة وان مؤلفوا هذه الكتب يعملون على غرس أفكار معينة في اذهان القراء كمحاولة لأقناع القارئ ان حياته ستتحسن وتصبح افضل اذا بدأ في ترتيب اثاث بيته على غرار الناس في الصين ، ينتقد الكاتب هنا وفي امثلة مختلفة الأفكار التي يروج لها تحت مسمى علوم الطاقة والتي باتت تتزايد بكثرة ، ويشير الكاتب الا ان أفكار ومعتقدات المجتمعات تختلف عن بعضها البعض وما يتقبله مجتمع لا يشترط ان يتقبله مجتمع اخر ويقول :
" واذا كنت انت ممن لديهم أفكار ومعتقدات غريبة فلا تحاول فرضها على الاخرين ولا تتعجب من رفضهم لها فهم أيضا احرار فيما يعتقدون "
يرى الكاتب أنه من المهم أحيانا أن نوقف البحث عن الصورة المثالية جاء ذلك في الفصل السابع من الكتاب حيث يروي الكاتب محاولاته في الحصول على القوام الممشوق التي باءت أغلبها بالفشل الأمر الذي دفعه الى التوقف عن تلك المحاولات والسعي لإكتشاف نفسه الداخلية حسب وصفه ويقول :
" قررت أنه كفى من كل شيء كفى من الوقوع تحت سيطرة حلم الرشاقة والأناقة كفى من التواري والخجل من جسمي لأنه زائد الوزن إنني انسان في المقام الأول ويجب أن أستمتع بحياتي "
في خاتمة الكتاب يروي الكاتب تفاصيل أحدى جلساته مع جاره العجوز بيل كانت لبيل العجوز محاولات حثيثة ليكون "بيل الحكيم " وخلال جلسته مع الكاتب حاول بيل لفت انتباهه لبعض الجمل والأفكار التي كان يرددها خلال الجلسة والتي بدا الكثير منها غير مفهوم او ليست له أهمية تذكر ولكن بيل كان يرى ان لديه من الحكمة والخبرة في الحياة ما هو جدير بأن ينقله الكاتب للعالم ، استمر بيل بسرد حكمه الغير مفهومة على الكاتب حتى بادره الكاتب بقوله :
" لا داعي لان تحمل نفسك اكثر من طاقتها ودع الحكمة للذين يشعرون ان حياتهم فارغة من دونها ، الحكمة ماهي الا كلمة أخرى مرادفة لكلمة عش حياة جيدة "
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات