تستنفر المنظمة جهودها لوقف انتشار الڤيروسات العضوية .. ولكن ماذا عن الڤيروسات المعنوية؟

أصبحت الكمامات جزءًا من اللباس اليومي المفروض داخل المنظمات خلال فترة الجائحة لحماية أفرادها من انتشار ڤيروس مرض عضوي داخلها وربما يمتد إلى خارجها. ولكن ماذا عن ڤيروسات الأمراض المعنوية التي قد تنتشر انتشار النار في الهشيم داخل المنظمة؟


أحد أخطر ڤيروسات المنظمات هو تشويه سمعة الأشخاص وبث الشائعات حولهم دون شواهد أو إثباتات. يتساوى في التعرض لڤيروس التشويه الموظف الصغير أو المدير الكبير والموظف القديم أو الجديد والموظف المتفاني و المتساهل. في كل الأحوال ينتج عن ذلك تسميم الأجواء وتعميم التشكيك وتصديع العلاقات وتدهور الثقة.


يبدأ انتشار الڤيروس بعد مرور المرء بمواقف شخصية تؤدي به لتكوين استنتاج يمس سمعة زميل أو مدير، فيسعى - بحسن نية أحيانًا - لمشاركة ذلك الاستنتاج مع الآخرين بغية تحذيرهم دون إدراك أن ذلك يمثل وجهة نظره وتجربته الشخصية التي يصعب تعميمها والبناء عليها دون أن تتاح الفرصة للطرف المتهم للتوضيح أو الدفاع عن نفسه. أما إذا ساءت النية فقد يلجأ ناشر العدوى - تأكيدًا لصحة كلامه - لتوضيح أدق تفاصيل ردود الفعل المتوقعة عند المواجهة أو أثناء التعامل مع الشخص الذي شوهت سمعته..فتتأكد المعلومة ويدب الشك وينشأ الشرخ ..

إن صعوبة مقاومة مثل هذا الڤيروس تكمن في قدرته الهائلة على الانتشار والتشكل من خلال القنوات الخلفية الدقيقة والمعقدة في المنظمة. فهو ينتقل عن طريق النصح الأخوي و تخصيص المعلومة لفرد دون البقية ..


تكمن صعوبة مقاومة ڤيروسات المنظمات في قدرتها الهائلة على الانتشار والتشكل من خلال القنوات الخلفية الدقيقة والمعقدة في المنظمة..فهي تنتقل عن طريق النصح الأخوي و تخصيص المعلومة لفرد دون البقية تأكيدًا على عمق العلاقة و الرغبة في الإفادة مما يجعل من ينتقل إليه مثقلاً بتلك المعلومات التي تشكل ضغطًا نفسيًا هائلاً عليه فلا يلبث أن يبثها إلى أحد المقربين إما بغية الاستشارة أو توفير الوقاية..مما قد يدعو الطرف الآخر ، والذي ربما قد سمع نفس الكلام من مصدر مختلف، لتأكيد الموضوع وترسيخ الشكوك .. وهكذا يتكاثر الڤيروس وتنتشر العدوى.


قد يكون للكمامة المعنوية دور في مقاومة انتشار تلك الڤيروسات بعزلها حتى يتم التثبت والتحقق إما بالتجربة الشخصية المباشرة أو عن طريق إطلاع من يستطيع المواجهة..أو إبلاغ جهة داخلية مستقلة تستقبل الدعاوى والتظلمات والاشتباهات فتقوم بتقصي الحقائق وجمع الأدلة ورفع التوصيات لصنع القرارات في خصوصية واستقلالية تامة يصعب توفرها..وكل ذلك لايعني القضاء على تلك الڤيروسات بل الحد من انتشارها نجاح متفاوت .. وللحديث بقية ..









ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رأفت محمود زيني

تدوينات ذات صلة