فيروس ضئيل الحجم يستحيل ان يرى بالعين المجردة اجتاح العالم بأسره ونسف الاخضر واليابس..متى تتخلص الارض من الجائحة ؟ متى يعود العالم لسابق عهده؟؟

أينما ذهبت يتبعني الحنين.. حنين لماض قريب.. لنعم لم نكن ندركها إلا بعدما حرمنا منها.. لحياة طبيعية هادئة ومسالمة وخالية من الذعر الذي سببه ذلك الوباء الكريه في شتى بقاع العالم.. منذ عام تقريبا بدأ كل شيء.. بدأ بأخبار مسموعة ومقروءة ومرئية عن مرض جديد يصيب الجهاز التنفسي للإنسان يسببه فيروس مستجد ومطور.. بدأ الأمر في مدينة ووهان الصينة في السوق الشعبية تحديدا مسقط رأس الجائحة.. لم يكن أحدا مدركا لما يحدث أو لمدى جدية الأمر.. قيل إنها حرب بيولوجية وقيل أن ذلك الفيروس هو مجرد كذبة اختلقت لتبث الرعب في قلوب الناس! امتلأت تلك الفترة بالأقاويل والإشاعات الغريبة.. كل ذلك ونحن ننظر من بعيد مملوئين رعبا من معايشة مثل تلك الظروف..


الناس يموتون في الشوارع.. المرض ينتقل باللمس.. لا بل ينتقل بالرذاذ.. في واقع الأمر إنه ينتقل عبر الهواء! امتلأت المشافي عن بكرة أبيها وبنيت مستشفى في ووهان مسقط رأس الفيروس في أسبوع فقط لتحمل الأعداد المهولة من المرضى! كل العقاقير الموجودة في العالم لم تصلح في التصدي له.. إنه يزيد قوة وبطشا.. ما عاد مهما معرفة أهو مخلق في المعامل ام انه طبيعي الوجود بقدر أهمية إيجاد سلاح رادع له.. درع نحتمي خلفه في حربنا الدامية ضد هذه الجائحة..


كست الكمامات والقنعه الطبية وجوه بالعامة قبل الأطباء ومتخصصي الطب.. خلت الشوارع من المارة وأوقفت المصالح الحكومية وعلقت حركة السفر.. فرض حظر التجوال وتحامى الناس في جدران منازلهم ومأويهم خوفا من القاتل الخفي المتربص بهم والمستعد للانقضاض على رئاتهم في أي لحظة ومن أي طريق..


انتشر الفيروس اللعين في العالم كالنار في الهشيم.. أكثر من مليوني إنسان أزهقت أرواحهم على أثره.. لم يفرق أستاذ جامعي عن أمي غير متعلم ولا فقير عن غني ولا شاب في مقتبل العمر عن كهل بلغ من العمر أرذله.. كل طائفة وكل شعب ذاق من تلك الكأس المرة.. حظر السلام ومنعت التجمعات البشرية.. أغلقت المدارس والجامعات أبوابها أمام طلابها.. توقفت جميع الأنشطة ودب الخوف والفزع في كل أرجاء الكرة الأرضية.. وكل ذلك في عام واحد فقط! عام واحد كان كفيلا بحدوث ذلك الدمار..


ماذا سيحدث إن توقفت الدنيا عن الدوران للحظة؟.. إن توقفت عقارب الساعات عن الحركة والدق.. والأنفاس عن الشهيق والزفير.. وحتى الرياح عن الهبوب؟.. لحظة واحده من الهدوء.. لحظة سكون تام.. لحظة يعود بعدها العالم لسابق عهده.. بلا زجاجات كحول أو كمامات في الأيدي وعلى الوجوه.. بلا صرخات استغاثة وخوف من انقطاع الأكسجين عن قاطني العناية المركزة من ضحايا الجائحة.. بلا طوارئ وبلا حظر تجوال.. بعودة التعامل بين الناس لطبيعته.. بعودة التحمعات والحج بالملايين في كل عام كما كان.. بلا تباعد وبعودة السفر والترحال.. بالتجمع وتبادل السلام بالأيدي والأحضان وبلا خوف ولا إجراءات احترازية كادت أن تصبنا الجنون والهوس!


يأخذني الحنين للماضي القريب المنقضي الذي أخاف من أن يكون أجمل من أن يعود لأيامنا الراهنة.. ماض لم نقدرة ولم نستشعر جماله إلا بعد بعدما تسرب من بين أصابعنا..

هل يمكن للعالم أن يعود لما كان عليه قبل الجائحة؟ ام انها صارت أمنية مستحيلة التحقيق!؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة