هل حقًا من الصعب أن نُغير أنفسنا ونعدل مسار حياتنا؟ ولماذا نفضل في كثير من الأحيان الثبات في أماكننا عاجزين عن التحرك خطوة إلى الأمام؟
لماذا يُشكل التغيير التحدي الأكبر في الحياة؟
هل حقًا من الصعب أن نُغير أنفسنا ونعدل مسار حياتنا؟ ولماذا نفضل في كثير من الأحيان الثبات في أماكننا عاجزين عن التحرك خطوة إلى الأمام؟
يقول رالف والدو إمرسون: “أنت ما تفكر به”، إن أفكارنا تؤثر وبعمق على ما سنكونه، وعلى نمط حياتنا، غالبًا ما يكون التغيير غير مريح وعملية شاقة، ولكنه أمر طبيعي وضروري يمكنه أن يساعدنا على التحرك نحو ما نريده.
ما بين البقاء والاستسلام لما نرفضه وما بين خوض التحدي والبدء في التغيير يضيع الكثير من الوقت، ويمكننا أن نسميه الوقت المهدر أو الوقت الضائع. في هذه المرحلة تجد نفسك ثابتًا ملتصقًا بالدوائر المعتادة المحيطة بك، وربما هذا راجع في المقام الأول إلى شعورك بالأمان في تلك الدوائر التي اعتدت عليها وعلى ما به من إشكاليات وصعوبات، بالإضافة إلى خوفك من المجهول الذي لا تعرف عنه شيء، ويدفعك عقلك الباطن إلى تصور أنه ولا شك أسوأ بكثير مما أنت عليه الآن.
دائمًا ما ينصحك جميع من حولك بأن الحل يبدأ من عندك أنت، وان لا أحد سواك يمكنه أن ينتشلك مما أنت فيه، والحق أنهم لا يخادعونك ولا يكذبون عليك، وإذا ما بدأت في البحث عن مقالات أو كتب تتناول على سبيل المثال كيف يمكنك أن تغير عاداتك؟ كيف يمكنك التعامل مع الآخرين؟ كيف يمكنك أن تنجح في حياتك، ستجد أنك لست الوحيد الذي يُعاني من هذه المشكلة؛ ولكن في الوقت نفسه لن تنجح هذه النوعية من الكتب والمقالات، ولا حتى أقرب الناس إليك في انتزاعك من هذه الدائرة، والزج بك إلى التغيير الذي تطمح إليه.
إذن هل نبقى في أماكننا ولا نتحرك؟ هل نستسلم لتلك الدائرة التي تضيق بمرور الوقت؟
بالطبع لا، ويمكننا أن نرتب بعض الأفكار والنقاط التي تؤهلنا لكسر تلك الدائرة والخروج منها
1. نقطة الانطلاق: في رأي الخاص أن نقطة الانطلاق تبدأ حين تدرك بالفعل أنك أسير في تلك الدائرة، وأن عليك الخروج منها، وأن تبدأ في طرح التساؤلات الآتية:
كيف يمكنني كسر هذه الدائرة؟
لماذا أكسر هذه الدائرة؟
ما الذي ينتظرني بالخارج؟
2. خطواتك الصغيرة انتصار: إن كل خطوة تخطوها للخروج من دائرة الأمان، هي انجاز في حد ذاته يستحق أن تشعر في أعماقك به، وأن تفرح بما تحرزه من تقدم، سيزيد من قدرتك على المقاومة وسيضاعف رغبتك في اجتياز تلك المرحلة القاتلة.
3. تحدي العقل: يحارب عقلك بقوة وشراسة من أجل البقاء آمنًا داخل هذه الدائرة، فهو لا يرد أن يعرضك لأي مخاطر محتملة خارجها؛ لذا فانت في حاجة إلى التحلي بالصبر والشجاعة وروح المغامرة، فالتحدي سيدفع عقلك إلى الانتفاض وتحديد الأهداف والأولويات واكتشاف فرص جديدة
4. تطويع العقل: ما أن يبدأ عقلك في الانطلاق من عقاله حتى يمكنك تعزيز إمكانياته وقدراته بتعلم واكتساب مهارات جديدة تفيدك في مواجهة ما ينتظرك خارج دائرة الأمان.
5. مكافأة النفس: مع كل تقدم يمكنك أن تكافئ نفسك مكافأة بسيطة كعبارات تشجيع تكتبها لنفسك، أو تناول وجبة تحبها، أو الذهاب إلى مكان جديد يشعرك وجودك فيه بالراحة، أو اقتناء كتاب لكاتبك المفضل، أو حتى مشاهدة فيلمك المفضل. باختصار لأن هدفك هو تطوير نفسك وجعلها أفضل اعتن بها وقدرها.
لم ينتهي الحديث عند هذا الحد، ولكن هذه الكلمات هي أعتقدت انها تفيد وتدفعك لطرح تساؤلات:
هل أنا في دائرة الأمان؟
هل مررت بها في يوم من الأيام؟ وكيف أمكنني الخروج منها؟
وإن وجدت نفسك بالفعل داخلها
ما قرارك؟
هل أنت مستسلم لها؟ هل تقاوم للخروج منها؟
يمكنك أن تشارك غيرك تجربتك مع منطقة الأمان
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
يسعدني رايك أستاذ طارق، والحقيقة أن تلك المشكلة تعرضنا لها بشكل أو بآخر، ولعل سبب كتابتي هذه الكلمات البسيطة شعوري أن هناك من يحتاجها في مرحلة ما من حياته... لك خالص احترامي وتقديري
موضوع جدير بالطرح لأن التغير بالفعل أكبر التحديات التي تحتاج إلى الهمة والاصرار خاصة أننا في مجتمعاتنا بالذات مكبلين بالموروثات الفكرية السلبية التي تعيق الانسان وترهبه حتى في لا وعيه ، الحقيقة أستاذة رشا انت لم تتركي لنا ما نضيف فالمقالة شمولية وذكية وممتعة و" ملهمة" ... شكرا جزيلا