بين الذات البدائية في قعر نفس الإنسان , وتلك التي تطلبُ منه أشياء لايستطيع فهمها , بين الصيد والفن , هناك يتجمهر الكثيرون ليشهدوا حدثاً غربياً.
تتمثّلُ رهبةُ الجمالِ المخيفة، بالفن..
لرُبما نظنُّ أنّ الجمالَ لا يجتمعُ مع الخوف ولكن..!
هل أبصرتَ يوماً شيئاً بديعاً..
لدرجةِ إحساسك بانتفاضةٍ في داخلك..
أن تنظُرَ إلى السّماء مثلاً بعينِ طفلٍ صغير
يراها لأول مرة..
أو أن تتفحّصَ وردةً كُنتَ تُردّد في داخلك دائماً أنها جميلة
ولكنّك حينها تدرك معنى الجمال..
أو أن تحاول أن تجعلَ من كلماتٍ تكتُبها،
مرآةً لداخلك الذي لا تستطيعُ شرحه..
فتحوّلُ المجهول.. إلى شيءٍ يُمكِنُ فهمُه..
فعندما تنتهي من ذلكَ..
وتنظرُ إلى ماصنعت يداك..
تشعر بأنّك ارتكبت جريمةً تجزعُ منها
وتكون راضياً عن نفسك بارتكابها في آنٍ واحد..
وكأنك اخترعت سلاحاً فتّاكاً بذكائك ومعرفتك،
ولكنّك تعلَمُ أنّهُ سيّء الاستخدام..
إن تجسيدَ أشياءٍ لاتُرى بالعين،
كالسّعادة مثلاً في قصيدة..
كالحُبّ من نظرة..
أو كالرّعب في لوحة..
إلى أشياءَ تُدرَكُ بالحواس،
مِن اغربِ ما عرفهُ الإنسانُ منذ القدم..!
فهو يناقض النزعة المادّية
التي تحكمه بالركض وراء معدته ومسكنه..
فلماذا؟!
لماذا يقلّدُ الإنسانُ الكونَ في تحويل المعاني إلى صور..
أظنّ بأنّ الإنسان حينَ يُجسّد هذه الأشياء بطريقة ما,
يتولّد لديه شعورٌ ولو كانَ ضئيلاً بأنّهُ يخلُق..
إنّ هذه الحالة المزاجية التي تسمو على أيّ شعورٍ
في هذا الكون, يشتريها الإنسانُ ولو كانَ الثّمنُ حياته..
مَن يصلُ إلى تلكَ الدّرجة من سمو النّفس إلى بعدٍ آخر يجهله الكثير،
لايمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يفرط فيها أو أن يتراجع عن طلبها..
ومن يعلم..
لرّبّما أنّ الإنسانَ خُلِقَ تجسيداً لمعنىً لم نتعرف عليه..
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات