كل أعتقاد في فلسفة الحياة سيتغيّر .. حتى هذا الاعتقاد!

بدايةً.. يشمل الاعتقاد كل ما يمت للإنسان بصلة، من حرية المعتقد أو التعبّد أو الاحتفال أو فلسفة الحياة بشكلٍ عام، لذلك من معتقداتي التي آمنت بها بعد إيماني بالله عز وجل وبكل ما جاءت به الرسالات، أن من طبيعة هذه الحياة التغيير، وأنها لا تبقى على حال واحدةٍ مهما أراد لذلك بني البشر، فمما كنت اعتقده وهو اعتقاد غيري كما قرأت عن ذلك، اننا نفكر بالمستقبل بشكل مفرطٍ ممل، كأنما هو طريق واحد معبّد مرصوف، لكن الحقيقة ان كل سَنَةٍ تأتي بجديد فطريقها ملتوي كالأفعى، تارة تغيير جلدها، وتارة تغيير لونها، فهي لا تستقيم لبشر!


لذلك من المواقف التي أرويها لأولادي من تقلبات هذه الحياة بين الفرح والسعادة وبين الموت والحياة، هو ذلك الآثر الذي تركه الصراع والاقتتال الطائفي في العراق على نفسي، والذي أثر كثيرًا في طريقة تفكيري وفهمي للأشياء، بحيث بدأت اشعر بلحظة الموت التي من الممكن ان تمرَّ في اي وقت وان على الانسان ان يتمسك بالحياة بل ان يتشبث بها بنواجذه، فالعاملون للحياة اقوى من العاملون للموت! بل أن نترك بصمة ايجابية ورسالة انسانية للمحيط، بل للعالم أجمع.


لذلك كانت القراءة خير معين في فهم مجريات من قبلنا، وعليه من الكتب التي اعانتني على تنظيم الأوقات وفهم العادات وضمنها العبادات وتقسيم الأولويات هو ذلك الكتاب الشهير المسؤول عن كيفية الاعتماد على الذات وعنوانهُ (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) لمؤلفه "ستيفن آر كوفي" طبع لأول مرة عام ١٩٨٩م، وبيع منه أكثر من (15مليون) نسخة وترجم لـ(٣٨) لغة حول العالم، فقد كان له بالغ الأثر في الفهم، وفي معرفتي لمعاناة الناس وكيفية استخدام هذه العادات للتخلص من المعاناة المتنوعة في تقسيم الأوقات وفي كيفية تغيير الحياة للأفضل ومواجهةالتغييراتْ.


وأنني بعد كل التجارب المريرة والوفيرة أحمد الله تعالى على قوتي.. وكيفية اكتشافي لنفسي، عن طريق مواجهة التقلبات المزاجية القويّة والتي غالبًا ما تعصف بي، حالها كحال الدنيا، عاصفةٌ سوداء محملة بالألم، غالبًا ما تنجلي وتشرق نفسي بأبها صورها.. فتظهر النجوم بعيدة في سماءٍ صافية لأكمل طريق الرسالة الإنسانية الربانية كأب رحيم وأخٍ كريم وصديقٍ مخلص ومعلمٍ لا يكتم علمًا، عسى الله ان يجعل لي من ذلك نصيبًا في الحسنات وبصمةً أخلاقيّة بعيدةً عن السيئات..


ختامًا.. دائمًا ما أقتبس من شعر نهر العراق الثالث الجواهري قولهُ ما يتوافق مع ما ذكرت:

لم يبقَ عنديَ ما يبتزهُ الألمُ *** حَسبي من الموحشاتِ الهمُ والهَرَمُ

لم يبقَ عندي كفاء الحادثاتِ أسىً*** ولا كفاء جراحات تضجُ دمُ

وحينَ تطغى على الحرانِ جمرتهُ*** فالصمتُ أفضل ما يطوى عليهِ فمُ





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الوقوف على طريق خطأ وعلينا الاستمرار في الحياة الدنيا حتى الموت

إقرأ المزيد من تدوينات مصعب ثائر جسملة | Musaab Thair

تدوينات ذات صلة