عندما تدّعي شعور لا يُمثّلك بالضرورة، تبقى في خضم التساؤل الذي لا ينتهي، هل أنت تفعل حقًا ما ترغب به أم مُسيّر لرغبات الآخرين؟

إدِّعاء - نَصّ فلسفي95322603177212580


ليس علينا في كل مرّة نكون فيها بصُحبة الذين لا نرغبُ في تواجدهم لُطفاء بالضرورة! لماذا نتظاهر باللباقة والشعور بالرِّضا في حين أننا نشعر بعكس هذا تمامًا. لِمَ لا نفعل ما نشعر به حقًا دون أن ندَّعي ما نفعل؟ والفرق بين هذين السلوكين شتّان! عندما وُضعت أساسيات التعامل مع الآخرين وأخلاقيات الزيارة لِمَ لم تكُن هناك قاعدة مُستثناة، للأشخاص الخارجين عن القانون والوعي الجمعي، الذين يرفضون تسليم عقولهم ومشاعرهم وسلوكيّاتهم لبرمجة الغير والانقياد نحو فرضيّاتهم الخالية من الصحّة والمنطق الشعوري؟ لِمَ لا ننتهجُ فلسفتنا الخاصّة في التعامل مع الأشخاص بحسب قُربهم وبُعدهم الروحي عنّا، دون أن نخضع للخوف وتبعاته حتى من أقرب الأشخاص إلينا؟ كيف باستطاعة الإنسان إرغام ذاته في الاتصال، النظر، الحديث ثم الابتسامة لوجوهٍ غريبة لا يألفها ولا يشعر برغبة في معرفتها والبدء معها في توطيد اتصال طاقيّ عميق أو سطحي! أشعر بالأسف نحو تلك المهزلة التي نعيشها كل لحظة وكل يوم في سبيل أسس التعامل وأخلاقيات التواصل الفعّال. منذ زمن قرّرت أن أكون نفسي دون أي تحفّظ أو أقنعة، وذلك ينطبق تمامًا لكل شيء من حولي، لا آبه إطلاقًا لأحد سوى شعوري الفعلي، أضع حدودي الشخصيّة، أحترمها وأطبّق ما أشعر به دون الإخلال بالتوازن، الاحترام والخصوصيّة بالتأكيد. الجملة الأخيرة أضع تحتها تسعة وتسعين خطًا أحمرًا عريضًا مع ابتسامة نصر عظيمة، لأنني وللمرّة الأولى أنتصر فيها لذاتي، شعوري، وماهيّتي الحقيقيّة دون خوف، زَيف أو توقّع. في كل مرّة ادّعيّت فيها بشعورٍ لا تملكه أو اتّخذت سلوكًا معاكسًا لرغبتك لإرضاء شخص أو مجموعة ما، أعتذر فيها لنفسك أمام المرآة وقُم بمعاهدة ذاتك أنّك لن تستسلم لقيود وسلاسل لا تُمثّل قِيَمك أو فلسفتك الخاصّة، وعِش بعدها راضيًا حُرًا طليقًا فقد ملكت الحياة بين يديك، تستحق الآن العيش في بهجة وفرح.



GHADA HASAN

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات GHADA HASAN

تدوينات ذات صلة