شعور الغُربة، عدم الانتماء، التوحُّد مع الكون والكواكب الأخرى بحثًا عن إجابات . .

الدَّخِيل - نَص قصير3358951993302583.5


أعلم أن الكلمات لا تصِف مقدار المشاعر المُكوَّمةِ بداخلي، وأنّني كلّما رغبت في الحديث وجَبَ عليَّ الرَّكض طويلًا لقطع مسافات لاتُقاسُ ولا تُقدّر بمقاييسنا الأرضيّة! وكأنّني من كوكبِ زُحل! المسافة الضوئيّة هي التي يُعترف بها فقط لدى سُكّان كوكبي! أما الأرضيّين، وَددتُ لو أنهم أصدقاء لكنهم غريبي الأطوار قليلًا. . يتحدّثون بسرعة ولغة غير مفهومة! يلقّبونني بالدَّخِيل . .

لا أعلم على أي أساس تم اختيار هذا اللقب؟

هل بسبب تظاهري بالانتماء؟ الاندماج؟ الانصهار؟ ربما لأن مظهري الزُّحَلي لا يحمل أي وجه تشابه أو سمات مشتركة بينهم. لكنّني أحمِلُ حُبًا للأرضِ وزُحل بالطبع، لكنّ قلبي ينتمي للسماء فقط. وقَدِمتُ لهذه الأرض بنيّة السلام، التنوير، نشر المحبّة، لقد أوكِلت إليّ مُهمّة إيقاظ الأرضيّين بصوتي والمساهمة في فتح نوافذ أرواحهم بقوّة الكلمة والصوت!

كأنّ تلك الكومة المشاعريّة تأبى أن تخوضَ في أحاديثٍ تنتهي بجَدَلٍ يخلِقُ حُروبًا أخرى!

لعلّ السببّ الخفيّ في حِفاظي على هُدوئي الجَلِيّ هي بضعة منها، الكومةُ الصامته التي لا تُقال ولا تُحكى.



GHADA HASAN

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات GHADA HASAN

تدوينات ذات صلة