ماذا لو غَدَتْ كل الحرائق ثلوج! ماذا لو كنّا ننادي الحرائق فتذوب!

إن حدّثتني يا أمي فلا تنتظري مني إجابة!!

أفتقد صبري واحتمالي،

أفتقد جنوني الغبي وبلاهاتي البريئة،

حتى ثرثرتي التي كنت أخفف بها حرارة الحرائق في صدري، لم تعد تثيرني لِأُسَرّحها هنا وهناك.

أفقتُ اليوم يا أمي وأنا بلا شعور..

أتممتُ مراسم الصباح كعادتي بهدوء..

أعددتُ قهوتي ثم تركتها على طاولة المطبخ..

لا أدري بِمَ انشغلت..

والحقيقة بلا شيء!

لم أرغب في فنجان القهوة..

إعداده كان شيئاً من الطقوس التي أردتُ بها تذكّر شعور النّشوة التي كانت تمدّني به..

هكذا تركتها حتى أصبحت باردة..

بلا ملامح مرسومة على وجهها كما تفعل دائماً.

يمرّ نهاري سريعاً يا أمي..

أحياناً يصعب عليّ سرقة ساعةٍ منه لأمارس فيها طقوسي الخاصة..

طقوسي التي تصفيها بـ"الفضاوة وقلّة الهموم"!

والتي أستدعيكِ لمشاركتي إياها فتمطيّن شفتيكِ احتقاراً لدعوتي.

رحم الله قلبكَ المشتّت بين أبناءك، ورحمني أنا التي آثرتُ الانسحاب وترك قطعتي فيه على بردٍ وسلام.

في المساء كنت أتصفّح بريدي الالكتروني لأجد فيه رسالةً برفض الكتاب!

مسكين هذا الكتاب، يبدو أني أتعجّل ولادته كثيراً..

لكني لم أحزن ولم أشعر بشيء إطلاقاً..

اعتدتُ على استقبال هذا الرفض مراراً وتكراراً حتى هجرتني تلك الغصّات التي كانت تنبتُ في حلقي كأشجار الصبّار.

فارقتني الدهشة يا أمي لكل الأشياء الجديدة وتلك التي تسقط سهواً عن سحائب توقعاتي..

فارقتني أحلامي بعد أن انتظرتني كثيراً لأعثر عليها.

أخجل من استعادتها يا أمي وأنا أعلم أني لفرط التخلّي ماعدتُ أشعر بجدواها.

كوني بخير يا أمي حتى وإن كانت الأشياء من حولك تستحيل إلى رماد..

كوني بخير؛ فأنا لا زلت أتأمل العودة يوماً ما إلى قطعتي الخاصة في قلبك وحالها كما تركته.. على بردٍ وسلام.



وفاء محمد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

السّلام لقلبك وقلمك..🌸🕊

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء محمد

تدوينات ذات صلة