رغم أن الأشياء الثمينة التي تخصّني كثيرة في حياتي مثل عائلتي وتحديدًّا أمي، إلا إنه لم يسبق وجرّبت امتلاك شيئًا ثمينًا غير ذلك مثلًا: صورة تذكارية/خاتم/ هدية من شخص وافته المنية. حتى جاءت تلك اللحظة التي قرّر والدي إن يقدّم لي خاتمًا، دون سببٍ يذكر -وهذه من طبائعه-، كان أول مرةٍ أضع بيدي شيء مثل هكذا، وكان غريب بالنسبة لي، أنا الذي يتحسس من كل شيء يقترب من يداي، أشعر كما لو إني سأتوّرط به، مكتف بالتورط بنفسي فقط.

أتذكّر اللحظة الأولى الذي وضعته بيدي، أصبحت أراها بين الفينة والأخرى كأنما سيتخلى عني مثل أياد من أحبّهم.

مضت الأيام ومعها تضاعف شعوري اتجاهه، حتى الأشخاص الذين يطلبوا أن يرونه يتفاقم انتباهي، لم يكن ملفت بل أنه غريب عليّ، أنا تحديدًّا.

حَكَم القدر إن ذات مرة أعطيه صديقًا لي، بعد رؤيته ووضعه في إصبعه، لفته وأُعجبَ به، رفع رأسه وسألني إذا ممكن أن يستمرّ معه، رغم كل حرصي عليه، إلا أني قبلت.

بعد يومٍ خامرني إحساسًا غريب لكن حاولت تجاهله حتى انتبهت إليه بعدما قررت الكتابة، فوجدتني استصعبها مثل من يحاول شرح سبب حزنه، توقفت عن المحاولة، ظانًا أنه العجز الذي يصير عندما يكون الشعور أكبر من الكلمات.

عاودت المحاولة بعد وقت ومازلت أواجه ذات المشكلة، بدأت التساؤلات تنهال عليّ، هل سأتوقف عن الكتابة؟ هل فقدت قدرتي على التعبير؟ في منتصف تساؤلاتي شددتُ يداي على القلم قهرًا وعجزًا، فإذا انظر إليها وأتذكّره..

انتهت تساؤلاتي بـ: أنا تركت خاتمي معه أو يديّ كلّها؟


الأثنين.

21/11/2022


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مُعاذ خالد.

تدوينات ذات صلة