ما بين النصيحة والنقد كانت ثالث مقالة أنشرها على ملهم.. وقد وعدتكم فيها بأني سأكمل الموضوع..
أذكر أنني قلت في نهاية تلك المقالة: ماذا إن كنا نحن المقدم لهذه النصيحة أو النقد.. ماذا علينا أن نفعل لكي نضمن تقبل المتلقي لها؟؟
لنكمل من هنا…
النصيحة من أثقل ما يوجد على النفس البشرية.. فهي ثقيلة عند توجيهها وأثقل عند تلقيها ويزداد ثقلها عندما يتسع صدر المنصوح لها.. وهي كما قال فهد عامر الأحمدي: " النصيحة أمر بالغ الحساسية (وسلبياتها أكثر من إيجابياتها) وبالتالي إن لم نستطع تجنبها فيجب أن نقلل منها بنسبة 99% "..
هل تعلمون أن النصيحة قد تكون سببا لزيادة المشكلة لا إصلاحها.. خصوصا إذا قدمت بطريقة خاطئة.. ولهذا، فإن أول رد فعل حيال تلك النصائح وملاحظات الآخرين هو التصدي لها لا شعوريا والانتقال إلى حالة هجوم تلقائية ونفور مضاد ضد الناصح..
تعمّدني بنصحك في انفرادي وجنّبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين النــــــــــاس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه الشافعي
أظن أنه من المعروف أن أفضل الطرق هو أن تكون سراً.. فالإنسان بطبعه يكره التشهير.. والتلميح يكون أحيانا أفضل من التصريح.. وأن نحاول قدر المستطاع ألا نحرج من ننصح.. ويجب أولا انتقاء الوقت المناسب للمباشرة بها..
ولا يوجد أفضل من أن نُهيّء المنصوح قبل البدء بنصحه.. و بتهييئة هذا أقصد ذكر محاسنه ومناقبه وإيجابياته قبل البدء بنصحه.. فتراه بدأ يلين تجاهك ونصيحتك..
ويستحسن عدم التدقيق على كل شيء والنظر دائما إلى الجانب الإيجابي من الأمور.. ودائما نحاول أن نضع أنفسنا مكانه فلا نجلده جلدا لدرجة أن يشعر وكأنه ارتد عن الدين.. وإذا كان الأمر قد انتهى أليس من الأجدر أن لا نلوم أو ننصح فلا فائدة من ذلك.. فالإنسان بفطرته مجبول على التعلم من أخطاءه..
وقبل كل هذا.. ألا تتفقون معي بأن النصيحة يجب أن تأتي ممن هو بالأصل أهل لها..؟؟!!
في النهاية أقول …
النصيحة فن لا يتقنه إلا القليل ...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات