صاحب البالين كذاب والثلاثة منافق.. اظن بان الجميع يعرف بهذا المثل وأنا كنت من الكثيرين الذين يرددونه باقتناع تام،


الا انني اكتشفت بانني في الحقيقة اعمل بخلافه.. غير ان معناه الذي فهمته بنفسي في الأساس بعيد تماما عن معناه الأصلي..


فما فهمته هو انني لا استطيع عمل عملين يحتاجان تركيزا عاليا في نفس الوقت كأن اشاهد فيلما وأقرأ كتابا..


بصراحة استطيع عمل شيئين بنفس الوقت ماعدا القراءة فانا احب ان أصب تركيزي على ما بين يدي من كتب..


اذكر اني قد قلت هذا المثل لإبنة أختي عندما رأيتها تقرأ كتاباً وتشاهد مقطع فيديو على هاتفها المحمول لترمقني بتلك النظرة التي تقول (أستطيع التركيز) لتلجمني فوراً..


فكما قلت كنت مقتنعة جدا به، الا انني بعد التفكير اكتشفت اني استطيع التركيز بعملين وثلاثة بنفس الوقت كأن أطبخ طبختين مختلفتين بالوقت نفسه وانا استمع لمقطع صوتي في جهازي..


اما المعنى الاساسي الذي وجدته بعد البحث عنه هو ان الانسان لايستطيع ان يركز على اكثر من شيء لينجح فيه.. الا ان عظماء التاريخ أثبتوا عكس ذلك .. فنرى منهم من نجح بمجالين وثلاثة وأربعة ولم يكونوا بكذابين ولا منافقين..


وأكبر مثال لنا هو الإمام الشافعي رحمه الله، فهو إمام في الفقه والتفسير وعلوم الحديث كما أنه أبدع في الشعر ولا ننسى الرماية كذلك..


فهل نعتبره كذاباً ومنافقا على غرار هذه الحكمة؟!



عندما نقرأ الحكم والأمثلة القديمة، في البداية نظنها تنطبق على جميع الأزمان والأشخاص وكأنها نبراس حياة.. ونتغنى بها في كل موقف نواجهه لنا كان أم لغيرنا.. وغاب عن بالنا ان هذا المثل او الحكمة وافقت فقط الموقف الذي وقعت فيه ولا غيره..


ولا يتطلب منا إلا القليل من التركيز والتفكر وإمعان النظر فيها لنكتشف عكس ذلك..


كم من حكمة قديمة اثبتنا عكسها في عصرنا الحديث..


ومن أشهرها على الاطلاق، بيت الشعر الذي قاله ابو الطيب المتنبي:


ما كل مايتمناه المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


فها نحن بمشيئة الله ثم بعزيمتنا واصرارنا (والمحرّكات) نستطيع توجيه سفننا إلى أي مكان نريد وبعكس اتجاه الريح أيضاً..


لا أخفيكم أن من قام بتداول هذه الأبيات فاته تتمتها بالتأكيد…



ما كل ما يتمناهُ المرء يدركهُ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحنُ الرياحُ ونحنُ البحرُ والسفنُ إن الذي يرتجي شيئاً بهمتهِ يلقاهُ لو حاربتهُ الإنسُ والجنُ فاقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها تجري الرياح كما رادت لها السفن ُ


لا أظن أن المتنبي سيكون راضيا من ترديدنا بيت شعره هذا بفهم خاطئ..




في النهاية...


وأنا أكتب هذه التدوينة تذكرت مقولة (سبع صنايع والبخت ضايع)



ما رأيكم.. أينطبق؟؟




سكنات فكر

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كتابتك مثريه ومثيره 
سبع صنايع والحظ ضايع تناقض صاحب بالين كذاب والثالث منافق

إقرأ المزيد من تدوينات سكنات فكر

تدوينات ذات صلة