هل لك أن تمنحني وقتاً .. ليكن في الصباح الباكر حيث تُداعب الطيور أغضان الأشجار وتتمايل مع نسمات الخريف
قبل أن تدق المدينة بأصوات الناس أو عند غروب الشمس حيث تعود الشمس لنومها وهي ترسل أجنحتها اللامعة في الأُفق ونلاحظها حتي تغفو ونسترسل الأحاديث وتخبرني كم كانت أيامك شاقة ولكنها لم تخلو منّي وتراني في كل دقة عصفور علي طرف زجاج عملك ووسط المكتب المُكتظ بالأوراق ووسط المظاريف الورقية التي وصلتك حديثاً وتود لو أنها منّي وتمر عليك فتاة ترتدي الأرجواني فتظنها أنا فتنتبه من شوقك ليّ ثم تعود لأوراقك حزيناً وتبعث بعدها لي برسالة وتخبرني أن الوقت قد استرسل وطال ولابد من لقاء ولكن القدر لا يسمح لك ثم تعود ليلاً وتخبرني كم كان يوماً مُملاً ولكن ما جعله يمضي وجودي في جوانب المكتب حيث تقطن هديتي الزرقاء البلورة التي جلبتها لك في عيد ميلادك الثلاثون وباقة الزهور التي هاديتك بها عند استلامة الترقية الجديدة الشهر الماضي والبرواز الأصفر الذي به أحب الصور إلى قلبك التي التقتناها في اليوم الأول الذي التقينا به ومفرش الطاولة الذي طرّزته بخيوطي الجديدة التي جلبتها ليّ أول العام الماضي وعقدت عدة ورود لعلها تُذكرك بكم قضينا أياماً رائعة سوياً حقاً انا ممتنه لقلبك الصافي ووسط كل ذلك تصف ليّ ظروفك الهائلة الجديدة بعد تلك الترقية الجديدة كم زاد العمل وأصبحت ذي قدر عالي ويحترمك الجميع كم كان وسيكون دائماً وتحكي ليّ لتجذب غيرتي كم أن الفتاة التي تجلب لك قهوتك الصباحية رائعة فتحمر عيناي من الغيرة وأتمني لو اقتلع عيناك التي رأتا تلك الفتاة رائعة ثم اكتشف بعدها أن لا يوجد فتاة فأنت غيرت عملها كي تكون عند الأستاذ محمد كي لا تمر عليك ويمر العم صاحب الكافيتيريا بذاته إليك لأنك لا تُحب أن تُحزنيّ قدر أُنملة.. ثم تبدأ تسترسل الكلام ليأتي منّي بعضه وأحكي لك ما مررت به وتظهر علي ثغرك البسمة الهائمة وكأن عيونك تضج بالسعادة وتتمني لو يطول الحديث ويطول ثم نذهب إلى الحديقة التي اعتدنا ارتيادها دوماً ونراقب ضي القمر واضع رأسي علي كتفك وأغفو قليلاً وأنا استشعر حرارة جسدك الدافئ الذي يرويني الآمان ثم أنظر إليك وأود لو يتوقف الزمن وتخبرني بجمال عينايّ وأنها ساحرة وأن الوقت مهما مر فلن يمل من النظر إليهما.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات