"ليست الحياة بعدد السنين ولكنها بعدد المشاعر ... لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة".

إذا بالساعة تدق الثانية عشر وكأن حل الربيع الهادئ نسيم لطيف يمر بين أطراف أصابعها ويُداعب وجنتاها الناعمتان ويمر بين عيونها ذكريات العام الذي مضي كم كان عاصف مر كأنه زلزال عظيم، ولكن كانت تظن أنه لن يمر وأن الزمن سيطول ويطول وينهمر من بين شجونها وعنفوانها الشديد..

لا تقول بأنها مفاجأة مريرة بعُمر جديد ورقم جديد وكبير فكل لحظة برغم مرورها فإنها كانت بالطول الذي يؤلم ولكن مضت وإنها كانت أيضاً بالطول الذي يُفرح ولكنها أيضاً مضت وكل ذلك بعد أن ضم كل جانب فيها بالأمل والألم والحزن والفرحة والنور والظلام أيضاً..

إنها سعيدة بالتأقلم الحديث مع نفسها والشموع التي أضاءت حياتها وزادت قلبها بهجة وثقلته بقوة ما مرت به والجانب الألطف والأجمل مساندة الظروف لها في الشهور الآخيرة من عامها الماضي وأن من الجنون أنها كانت تظن أن بقاء الحال من المُحال ومن أغبي الافكار التي كانت تتملك عقلها الباطن والحاضر أن معشر البشر سيكونون من جانبها ولها ويبدو أن تعلمها أخذ وقت كبير، ولكن أدركت أن الذي بيدها هو أن تختار من يُشبه جمال داخلها البرّاق وضيْ بسمتها الدُرِية وتمر مروراً يهدي ويملأ ويفيض..

و علي ذكر الهموم فقد كان لزيارتها بكل ثقلها وأحمالها الحديدية والدموع التي ذرفتها تكاد تملأ المحيط بأكمله من فرض إلهي أو دنيوي فهي قد اختارت أن تُكمل الطريق

ولكن لمّا؟.. ما الذي ازمها بالضروره لذلك؟!

هذا ما أجابها عنه زمن الكورونا يبدو أن وقع هذا المأزق الضار كان دافعاً كبيرة كي تُلم شتات نفسها وأن تُعيد حياتها لنصابها الصحيح وتُرزق حُباً عظيماً لذاتها ولتطويرها ولتقويتها ودفعها نحو المستقبل.. فيا له من وقت لطيف علي أنغام "أم كلثوم".

وبين يديها كوب الشوكولاته الساخنة المذابة في الحليب الذي يحتوي كل دواخلها وتلتقط الرشفة تلو الآخريٰ وتُدفئها مع نسيم انتهاء الصيف الذي يحوي نسمات الخريف الباردة التي تدعو الشتاء ليفيض برياحه وغيومه الكثيفة ثم تنفست نفساً كبيراً كأنها تشتم العام الجديد وتُملي به صدرها ثم تخرج مرة آخري العام الذي مضي لتغمض عينيها وتسحب حبل النوم وتذهب في سُبات عميق.

أنايّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أنايّ

تدوينات ذات صلة