وسط الأوقات الهادئة مروراً بالصمت حيناً والحديث حيناً آخر يوجد لحن لكل شخص يعزفه بألوان الذكريات التي يمر بها يومياً
" في يوم مضيئ كلون غيوم السماء البيضاء بعد عودتي من عملي وترتيبي لأوراقي المُبعثرة والعُلب المُلونة وكُرات اللُعب القديمة وبعض الدبابيس ومحفظتي الجلدية الزقاء العزيزة ومجموعة أقلام إلى جانب دفاتري القيّمة منها من صنع يدي ومنها التي اشتريها مؤخراً وعزيزتي الأرجوانية الجديدة وقلمي المُنهك من الكتابة طوال سنين فهو يحمل فيه آلاف الأحداث والمواقف والعبر أيضاً والأهم من ذلك كله مقلمتي الملونة بألوان الطيف المُتدرجة بها بعض الظروف المطوية وأهم ما لدي من ذكريات لطيفة وربما مُبهمة..ثم هدء صخب البحث والترتيب وأصبحت الغُرفة بحُله جديدة ونسيم لطيف يمر من بين ثغور الستائر مع صوت موسيقي مع ألحان هادئة مرحة تزيل وحشة الأيام
وسط ذلك كله كان يوجد فنجاني الذي يفيض رائحته في الغرفة وامسك قلمي وابدأ في الكتابة وجدت وسط الأدراج التي أبحث فيها عن أوراقي بعض الأوراق القديمة والدفاتر الناعمة يبدو منها رقة الزمان وكيف مضي ذلك الوقت ليس بالسرعة ولكن بكثرة الأحداث التي جعلت بعض الاتربة تتكاثر على الأوراق وتمر عليها وتفيض
وجدت وسطها اسمي بهذه الظروف المختلفة التي كُتب بها من طفوله إلى مراهقة ونضج أيضاً..
ثم أبحث في بعض الملفات وأجد صورة لصديقة لي مر زمن علي لقائنا ووجدتها مازالت محتفظة بهذا النُطق اللطيف بجانب اسمها "نُونْ" ثم امعنت النظر ما الذي يجذبني بشدة لهذا الحرف رغم أنني لم اختار اسمي ولكن أرى نفسي فيهأ..أري تلك الحروف رغم قلتها فهي تعبر عن شئ ما في داخل كل نفس رُزقت بجماله وأصبح لها نصيب منها
ومن بين بعض الأوراق وجدت اسمي يزور بعض الصفحات باختلاف رسمه ولكن من النظرة الأولى يُخيل أن كل الطرق قد زارته ومرت بدون أن تترك شئ..
في كل رسمة لكل حرف منه له ذكري ومخزي كبير منها في الصف السادس وقت ما كان النقاء يحميني ومنها في الصف التاسع وهناك بذور الهدف قد زُرعت فيّ ومنها في الثانوية حيث وصلت لعقلي ومنها في الجامعة حيث مرت بي أسعد أيام حياتي حيث وجدت المعني الصادق لاسمي "يَنْهل بِنِهال" حيث استقر الحب فيه ونهل كما لم أري من قبل .. أحداث وخيالات وربما تُراهات أحياناً ..".
هذه هي الآنسة نُونْ ".
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات