" في أرض البشر هذه في قلوبهم... رأيت الكلمات تزهر...وغصن زيتون يحلم". إبراهيم نصر اللّٰه
سحر الكلمة
غالباً ما تحتوي الكلمات علي رغبات كامنة وقليل ما يستطيع التعبير بلغة تعبر عما تنطوي عنه الكلمة سواء كان طفل صغير أو رجل كبير لإن محتوى الشعور ليس مجرد كلام يُلقن لكن هو إحياء وتعبير مدروس كي يُبرهن علي أهمية ما تم الإحساس به ..
تعقيد الكلمة التي تحمل في طياتها حالة شعورية كبيرة ليس شيئاً هيناً بل هو تصرف عزيز كل منّا يمر به يومياً عند حاجته للتعبير مع صديقه أو والده أو ابنه فنحن نبحث عن محل الثقة لسماع الكلمات التي تمر بالبال وتريد أن يُفصح عنها لكن الكلمة يمكنها أن تخرج وتعبر عن الشعور وتُفهم بطرق كثيرة أمام الجميع ..
فقد تحدث عن ذلك العظيم إبراهيم الفقي في كتاب سحر الكلمة عن ذلك بداية باللغة قائلاً :"إذا كنت تبحث عن النجاح والإرتقاء نحو القمة، عليك أولاً إتقان اللغة".. وهذا بالفعل طريق ليس بهين وإذا بحثنا علي مدار الدهر فنجد أن وقتنا بدرجة كبيرة يمر في الحديث هام أو غير هام فهي دليلنا لوصف أرواحنا وبحثنا عن مُدخلات الحديث دائم وفي تجديد مستمر وإنارة طريق لغتنا يعتمد أولاً وبشكل كبير علي القراءة والمعرفة المستمرة والمستديمة فكلما زادت حصيلة الكُتب المقروءة كلما زادت بلاغة التعبير مروراً بالغرض من الحديث ومعرفة طيات الأمور فإن ليس فقط الكلمة هي من تعبر بل نبرة الصوت والنظرات وطبقات الصوت أيضاً فالكثير من الأشخاص الذين يغيرون أصواتهم تبعاً للظرف الحالي سواء اللين أو الهدوء أو التسرع أو الغضب وإلي أخره
ومُدخلات الحديث وهذه هي الشغل الشاغل في عقل كل مُتلقي ومُعبر كم منّا يبحث عن أسلوب حوار يجذب بيه الإنتباه كي يطول الحديث ويستمر غالباً ما يبدأ الحوار ب"كيف حالك" وينتهي ب"بخير" ولكن ليس الغرض من السؤال هو معرفة الحال بل بجذب طرف الحديث فلماذا نعتمد علي معرفة الحال وتمني الخير نحن يمكننا إبراز الحديث بما سماه إبراهيم الفقي ب "قناة مثيرة للحوار" كـ سالفة أو ذكري أو إطراء غالباً ما يستمتع الناس بالإثناءات سواء علي ملابسهم أو مظاهرهم أو حتي مناسبة قد فات علي ذكراه وقت ولكنها حيه في القلوب..
نحن نتوصل لكل ذلك عن طريق معرفة حاجات الناس والحاجات بطبيعة الحال إما معنوية أو مادية فكل علي حدا يمر به كل بشري علي مدار حياته فنحن نكتب أو نعبر بأي صورة كي نُبرز حاجتنا ونتفنن في إطلاق مميزاتنا وطموحاتنا أو إخلاصنا ونقاءنا وعفويتنا لقبول الذات والشعور بالرضا والتوصل للآمان وربما الحب أيضاً..
وكل ذلك ليس بغرور بشري ولكن هو الطابع الغالب لإن أولاً وأخيراً سعي الإنسان ليس إلا لإرضاء نفسه وليس تعذيبها فلا يتجهه شخص إلي طريق إلا وهو يعلم أنه سينال من الطريق رغبته ليس أن الطريق هو الذي ينال منه!
فقد قال الإمام علي بن أبي طالب :" تكلم حتي أراك".. بالفعل الكلمات تجعلنا مرئيين وتجدد حالنا منذ سالف الدهر والعالم يبحث عن كامل الطرق كي يتفهمه الجميع
ويجب أن ندرك أن احتياجات الإنسان للتعبير متغيرة بتغيير المؤثرات الخارجية والداخلية وليس كل شخص كآخر
ولكن ما اجتمع الجميع عليه هو أن النفس البشرية تميل للتحدث عن ذاتها وإنجازاتها ونجاحتها وإخفاقتها أيضاً
فعندما ندرك حاجة الشخص ودلائلها فتستطيع التحكم في كل كلمة وأنها ستصل بكل ما تحملها من معني وستكون قوية التعبير إن لم تكن بليغة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات