تفكّر فى مجتمع النمل كأنك لم تراه من قبل ، فربما تتعلم شئ تحتاجه ..
كثيراً ما أتفكر فى شأن النمل ، وكيف لهذا المخلوق العجيب أن يتحمل الأذى المفاجئ من الإنسان بجميع الأشكال فى جزء من ثانيه ..
أثناء طفولتى كنت أسأل ماذا لو أصبحت صغيرا مثلهم وهناك كائنات فى حجم الانسان !
هل سأخاف ؟ هل كنت سأتعرض للأذي ؟!
إذا لماذا نعتدي على هذه الحشرة الضعيفة دون أن تتسبب فى أى اذي - بغض النظر عن أنواع النمل التى تخرّب فلابد من التخلص منها - كبرتُ و أدركتُ الكثير عن النمل من الكتب أو المواد العلمية المنشورة فى جميع أنحاء العالم لدراسات تمت على النمل ..
وتمنيتُ أن نصبح جميعاً مثل النمل !
لا أريد أن أتحدث عن مستعمرات النمل و عن الملكات و العاملات و وفاة الذكور مبكرة و ما يحدث فى شؤون دولة النمل ، فقد قُتل بحثا هذا الكلام !
أود أن ألفت النظر و بوعى لأمور ياليتنا كبشر نتعلمها من النمل فــ
سبحان الله ، نلاحظ برؤيا العين المجردة أن النمل مجتمع منظم بشكل مُبهر ، يسير فى نظام وترتيب محكم ! لا إنحراف فيه ولا إعوجاج ! الجميع خلف القائد ، يتجمعا بنظام و يتفرقا بنظام .. الأمر مدهش عادة لا نجد الإنسان منظم هكذا !!
النمل مجتمع متعاون ، يدعم بعضه بعض ، ف أن تعرضت نملة لأصابة ، أرى بعينى بقية النمل يأتوا ليحملوها على ظهورهم بعيداً عن الخطر ! سبحان الله .. يجمعوا الغذاء من موسم لأخر و يخزنوه سويا بمساعدة بعضهم بعض !!
النمل مجتمع منظف ف قد أُجريت دراسات كثيرة و تم إكتشاف أن النملة تقوم بتنظيف جسدها يوميا عديد المرات ، أكثر من الانسان لو صحّت المقارنة !!
النمل مجتمع واعى يفكًر و يرى ببُعد نظر ،خاصةً فى ألية جمعهم للغذاء سنويا ف سبحان من ألهمهم أن يجمعوا مخزونهم السنوى ، فهم لا يخرجو للعالم فى موسم من المواسم و لديهم المخزون الصحى السليم المناسب لهم ، حتى يعودو فى موسم آخر و يبدأو بجمع الغذاء .. تعالى ننظر للبشر ف قد أعمتهم اللحظات الحالية فلا نجد إلا قليل من ينظُر للأمام و يرتّب و ينظّم لحياته المستقبلية !
النمل مجتمع متناصح واعى ، يعرف القائد دوره تماما فى الحفاظ على الرعية و ينصحهم و يأخذ بأيديهم لبر الآمان ، ف سبحان الله عز وجل القائل فى كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم " حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " صدق الله العظيم .. سورة النمل آيه 18
الله الله ، على القيادة الحكمية من النمل . لم تترك جماعتها و لن تعرضهم للخطر أبدا فقد شعرت بسيدنا سليمان و رأتهم ف قدّمت النصيحة للأهل و الجمع ..
و فى ذلك أقول ملمح من تفسير الآيات ، جميعنا يعلم أن سيدنا سليمان عُلم منطق الطير ، لذلك قال الشعبي : كان للنملة جناحان فصارت من الطير .. سبحان الله
و حتى لا أخوض ف تفاصيل أكثر يمكنكم البحث عن تكوين النملة و ستجدوا أبحاث قد وضّحت تكوين جسد النملة من ماده زجاجيه فتتناسب مع قوله عز وجل - ليحطمنكم - أي يكسّر ..
ولكن الملمح المهم الان هو التناصح والقيادة فى مجتمع النمل و الحرص الشديد و الخوف على بعضهم بعضا ..
النمل مجتمع يعبد الله !
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ، فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ»
(البخاري، كتاب الجهاد والسير، رقم: [3019]).
سبحان الله ، النمل مجتمع يسبح الله و يعبده و لذلك نقول لا داعى للإيذاء طالما لم يخرّبوا عليك حياتك يا أيها الإنسان !!
النمل مجتمع يدعو الله !
وردَ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خرج سليمان عليه السلام يستقي، فرأى نملةً مستلقيَةً على ظهرها، رافعةً قوائمَها إلى السماء، تقول: اللهم، إنا خَلْقٌ مِن خلقِك، ليس بنا غنًى عن سُقيَاك، فقال لهم سليمان: ارجعوا؛ فقد سُقيتُم بدعوة غيركم))؛ رواه أحمد، وصحَّحه الحاكم.
سبحان الله العظيم ..
و أضيف أيضا قصة قرأتها قديما عن تجربة أحد العلماء عندما وضع قطعة حلوى أمام نمله يوم ما ف ذهبت تنادى أهلها و عندما حضروا ، رفع العالم قطعة الحلوى .. كرر التجربه ثلاث مرات و كل مره يأتى النمل ولا يجد شئ ، فى آخر مرة تجمع النمل حول تلك النملة و قتلوها ف ربما النمل لا يعرف الكذب و الخداع ولا يحب هذه الافعال فى مجتمعاتهم !!
و أخيرا ، يبدو أن مجتمع البشر جميعا يجب أن يتعلم من النمل الكثير و الكثير بين الامور الدنيوية و الدينية ! نحتاج جميعا أن ننظر للنمل نظرة واعيه و نتفكر فيهم ف سبحان القائل فى كتابه بسم الله الرحمن الرحيم " وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " سورة الانعام آيه 38
تلك الحشرة التى يقوم بعض البشر بحرقها و إيذائها بجهل و بقصد أحيانا ، قد سُميت سورة فى القرآن الكريم بإسمها ، سورة كاملة محفوظه إلي يوم القيامة ...
ف يجب علينا أن نحترم هذا المجتمع لا نأذيه طالما لم يؤذينا !
و الأهم أن نتأمل فى خلق الله ، ف هناك العديد من الصفات التى يتمنى بعضنا أن يكتسبها من مجتمع النمل .. و سبحان الله العظيم خالق كل شئ بإتقان و حكمه ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
عاااش👏👏👏👏👏و جميلة قصة النمله اللي بتدعو ربنا فكرتني بأسلوب أحمد الشقيري خد 10/10 مش خسارة فيك
مقال رائع جدا وشيق، احسنت جدا