فى زمن كثرت فيه الاهواء و الاطماع و المفاسد ، نظف قلبك قبل ان تستفيه

إشكالية أخرى أود الحديث عنها ، و لن أقول فهم لأن عالاغلب الجميع يفهم المقصد من نص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ،، فهذا الحديث أخرجه جمع من رواة الأثر, منهم المنذري في الترغيب والترهيب قال: عن وابصة بن معبد - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئًا من البر والإثم إلا سألت عنه, فقال لي: ادن يا وابصة، فدنوت منه؛ حتى مست ركبتي ركبته, فقال لي: يا وابصة, أخبرك عما جئت تسأل عنه؟ قلت: يا رسول الله, أخبرني, قال: جئت تسأل عن البر والإثم, قلت نعم, فجمع أصابعه الثلاث, فجعل ينكت بها في صدري, ويقول: يا وابصة, استفت قلبك, والبر ما اطمأنت إليه النفس, واطمأن إليه القلب, والإثم ما حاك في القلب, وتردد في الصدر, وإن أفتاك الناس وأفتوك. قال الألباني: حسن لغيره. ..

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


اذا ، استفت قلبك ولكن الاهم ما قبل تلك المرحله تحديدا هل قلبك نظيف بالقدر الكافى ؟ ولم أقصد الاهانه او التقليل ولكني أحاول الا نقع فى هذه النقطه بقصد او دون قصد

ف مما لا شك فيه اننا نرى فى زمننا الان لفظ - استفت قلبك - هى مفتاح كل فعل مشكوك فى حرمانيته او مكروه او فيه خلاف ! ف تجد الجميع من اول نصائحه : يا سيدي استفت قلبك !

استفت قلبك تم اساءه استعمالها بشكل محزن للاسف !

على سبيل المثل :

انى أخاف ان افعل هذا ، فقد يكون حراما !

  • استفت قلبك انت بس واتكل على الله .

مش هقدر اعمل كده للاسف ف هناك خلاف !

  • يا بااشا استفت قلبك المهم .

سبحان الله !!


اعتقد والله اعلم ، ان قضية اسفتاء النفس و القلب لابد الا تخالف شرع الله اولا ولا تحرم م أحل الله و لا تحل ما حرم الله

ثانيا أن كان الامر معروف صحته من خطأه ، امر واضح تماما اما مخالف للشرع او لا فلماذا نستفتى القلب اذا !

ثالثا : اسأل نسك اولا هل انا شخص قلبى نقى مطمئن استطيع الاعتماد عليه ، ام ان الدنيا غطته بالران و التراب فلا استطيع ان أخذ منه اجابه شافيه كافيه !

رابعا : اذا أردت ان تعرف عند الله مقامك ف انظر فيما اقامك و انظر الى اعمالك و اصحابك و من تجلس معاهم أكثر الوقت ف انت غالبا على شاكلتهم و لو قليلا ، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ..


و انقل لكم بعض نصوص أهل العلم في هذا المعنى.

فقد قال المناوي: استفت نفسك المطمئنة الموهوبة نورًا يفرق بين الحق والباطل, والصدق والكذب.

وقال القرطبي: لكن هذا إنما يصح ممن نور الله قلبه بالعلم، وزين جوارحه بالورع، بحيث يجد للشبهة أثرًا في قلبه, كما يحكى عن كثير من سلف هذه الأمة.


وقال العباد: الذي اختلف فيه الإنسان يرجع إلى أهل العلم ممن يثق بعلمه ودينه في أمر يعمل به، فإذا أرشده من يثق بعلمه ودينه أخذ به،

وأما استفتاء القلب فالمقصود بذلك: أن الإنسان إذا كان سأل عن شيء وأُخبر بأنه حلال، وكان في نفسه شيء منه, أو غير مطمئن إليه, أو أنه يعلم في هذا الأمر الخاص به ما يجعله غير مطمئن،

فإن السلامة في ذلك أن يترك هذا الشيء الذي هو غير مطمئن إليه...


ف سبحان الله ما بين قول العلماء و ما نفعل اليوم اختلاف يستحق ان نقف امامه و نعيد تصحيح وجهتنا ..


لا انسى ابدا قول أحدهم : عليك ان تستفى قلبك ثم تخالف ما يأمرك به !! لانه غالبا مليئ بالاهواء ف هذا الزمن للاسف الشديد ..

سبحان الله



اخيرا .. يجب ان نعى المراد من استفت قلبك او استفت نفسك و الا نستخدمها فى غير محلها لكى نحل ما نستهوى ! فى زمن كثرت فيه الاهواء و الاطماع و المفاسد ، نظف قلبك قبل ان تستفيه ، والله المستعان ..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام صحيح جدا ‘ اشكرك على هذه التوعيه بهاذا الجانب وارجو ان يقرأه الجميع لمراجعة نفسة وطهارة قلبه..

كلام رائع وبه النكهة المصريه

إقرأ المزيد من تدوينات محمد ممدوح

تدوينات ذات صلة