كانت الساعة (11.00) قبيل الظهر عندما رن هاتفي ، وإذا بمتصل فرحت لسماع صوته .. ورحبت به معبراً عن شوقي له ..

ومستغرباً من إتصاله ..فهو لم يلبث أن مضى على زواجه بضعة أيام ، فعلقت مازحاً لو أني مكانك لانقطعت عن العالم عاماَ كاملاَ على الأقل . وكأي شخص آخر سألته عن حاله .. وكنت متوقعاً الإجابة كغيره من أصدقائي الذين تزوجوا قبله ، فهو الرابع خلال الشهرين الماضيين . وهنا كانت المفاجأة بل والصدمة ..لا أبالغ فعلاً صدمت من إجابته :" اسمع اترك العمل واترك الجامعة واذهب وتزوج " . فهو الوحيد الذي عبر عن فرحته وسعادته الغامرة والتغيير المميز الذي طرأ على حياته بعد الزواج على الرغم من أنه لم يختلف عنهم بشيء خاصة الضغوط المالية ، فأحدهم يجيب : " ما بنصح تخطو أي خطوة إلا وأنت جاهز، والآخر : حلوة أولها وبعدين تصبح روتين ، وآخر : يشكوا من وضعه المادي السيء " . ولو سألت الكثير من الشباب الذين ارتبطوا وبدأوا حياة جديدة من هذا النوع لأجابوك في نفس السياق !

سألني أحد الشباب مرةً: " كيف لي أن أحافظ على علاقتي الزوجية السعيدة مثل ما هي في بدايتها وأفضل مع مضي السنوات ؟ فأجبت أن الحب هو الأساس ..نعم الحب هو الأساس فهذه الكلمة الصادقة التي لا يتدخل اللسان في نطقها، تكفي لتكون مفتاح السعادة الزوجية واستدامتها .. و الحب هنا ليس فقط عواطف جياشة ومشاعر تفيض بها على زوجك، ورومانسية تملأ بها قلبك لتسكن زوجك فيه .. بل إلى جانب ذلك أن تمارس دورك كزوج بعيداً عن النظرة الشخصية لذاتك ونفسك فقط تأخذ ما تريد وتنصرف ،أي كن أنت لها وليست هي لك ، وأزعم أن نجاح وفشل العديد من العلاقات الزوجية قائم على هذا السبب.

هذا من جانب .. ومن جانب آخر نجد أن ما نسمعه من المجتمع خاصة المتزوج منهم ، بأن الحياة الزوجية في بدايتها جميله وبعدها يتلاشى الحب شيئاً فشيئاً وتصبح العلاقة روتينية وهمك تأمين لقمة العيش لزوجك وأولادك ، وما نراه في بيوتنا من علاقة الأم والأب العادية جداً الخالية من مشاعر الزوجية في أغلب الأحيان ، أثر سلباً علينا ، وبرمج حياتنا أننا سنكون على هذا الحال في المستقبل .

وأيضاً نقص الثقافة في الحياة الزوجية وماهية العلاقة الزوجية لدى الكثير من المقبلين على الزواج وحتى المتزوجين ، تلعب دوراً مهماً ً .. فلماذا لا تسأل أهل الإختصاص وتطالع الكتب التي تهتم في هذا الجانب ، لما سيكون لها من أثر كبير في توجيه حياتك الزوجية للأفضل ، فمنهم من يجيبك ساخراً " شو بتحكي يا زلمة أنا بعلّم بلد " وتتفاجىء بحياته الروتينة!

ما أروع تلك الفتاة التي يتقدم لها شاب بعد تردد كبير لوضعه المادي السيء .. وفي نفس الوقت يتقدم لها آخر بعكسه تماماً ، فتجيب بكل ثقة: " لا أريد زوجاً جاهزاً ... أريد الأول لنبني حياتنا معاً " .. لنبني حياتنا معاً، انظر لهذه الكلمات وحللها فستجد فيها الكثير من أسرار الحياة الزوجية السعيدة والناجحة . وهذا لايعني أن لا تتزوج الفتاة الرجل الغني صاحب المال، بل أن تتقبل الشاب ذو الدخل المحدود وتدعمه ليصل إلى الوضع الذي يريد أن يكون عليه في المستقبل . لذا فلتبحث عزيزي الشاب عن الفتاة التي تجيبك عندما تخبرها عن وضعك المادي وحتى الأكاديمي والإجتماعي المتواضع : "لا بأس أنا أريدك هكذا لنبني حياتنا معاً " . فمهما مررت بمنغصات لن يصل بك الحال إلى الخصام والعيش بنفسية متدمرة لأنها ستهون عليك وتدعمك وحتى قد تكون أهلاً لأن تقدم لك النصيحة وتوجهك ، وذلك بعد أن يسود الحب بينكما.

وأخيراً.. متى سنبتعد عن المقارنات في الحياة الزوجية ؟؟! وأخذ بعضها كنموذج يقاس عليه ..فعلى سبيل المثال ينصحك أحدهم بألا تتزوج بفتاة من عمرك بل يجب أن تكون أصغر منك بسنين ..ففلان تزوج على هذا الحال وندم مبررين ذلك بأمور لا قيمة لها ، مع أنهم يرون من هم تزوجوا والزوجة تكبر الزوج بسنة أو سنتين ، وحياتهم من أجمل ما يكون ! ...أرجوكم لا يوجد حياة زوجية شبيهة بالأخرى ،فأنت من تصنع حياتك .

فلتكتب شعارك في كل غرفة من غرف بيتك وبالخط العريض المزخرف : نحن أسعد زوجين في العالم


محمد تملي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

من رأيي ان فكرة عدم قبول الفتاة للشاب الغني متعامدة مع فكرة عدم الزواج من غير شديدة الجمال .
فكلاهما اسباب ظاهرية لا تعطي ضماناً لنجاح العلاقة لكنها برغم هذه الحقيقة لا تزال عوامل مهمة بالنسبة لغالب البشر من الطرفين النساء والرجال .

قصة نجاح ايمي بوردي هي القصة كمان حلوه



هذه القصة من القصص الملهمة لكل إنسان، حيث أنها لإيمي بوردي التي لديها ثقة ويقين أن الحدود هي التي تدفع الإنسان إلى النجاح، ولم تكن لتعطل مسيرة أي شخص للوصول إلى النجاح، حيث أن إيمي بوردي أصيبت بالتهاب جرثومي في السحايا و لم تتجاوز الـ 19 عام، وفقدت ساقيها الاثنتين بسبب ذلك، وحاسة السمع بالأذن اليسرى، وكانت حالة إيمي النفسية سيئة للغاية، وكانت تعيش فترات عصيبة، لا ترى في مستقبلها أي تفاؤل وأمل.

في تلك الفترة تحطمت أحلام إيمي في كل شئ، كانت إيمي لا تعرف كيف تفعل لتواجه هذا العالم المرير لديها، فهي تنظر إلى كل الأمور في ذلك الوقت نظرة سوداوية، ولكن سرعان ما فكرت إيمي أنها لابد أن تراجع نفسها وتفكيرها، في أنها تعيش مثل باقي البشر، وتتأقلم مع وضعها الجديد، وواجهت واقعها بمثابرة وشجاعة، إلى أن بدأت أن تعود إلى كافة طموحاتها بالتدريج، فقامت بصنع أقدام صناعية لنفسها بنفسها.

عادت إيمي مرة أخرى للتزلج على الجليد، وعادت إيمي بروح رائعة، وإرادتها وإصرارها جعلوا منها بطلة العالم في التزلج، وإيمي لها نشاطات إنسانية كثيرة، حيث قامت بتأسيس منظمة غير ربحية من أجل مساعدة الذين يعانون من إعاقة الجسد، من أجل ممارسة الرياضية بطريقة طبيعية، يتعلم الإنسان أن الإعاقة ليست هي السبب الرئيسي في عدم الوصول للنجاح، بل اليأس هو الذي يجعل الإنسان سلبي، لذلك هذه القصة تمحو اليأس.

إقرأ المزيد من تدوينات محمد تملي

تدوينات ذات صلة