سيرة ذاتية وقصة كفاح حياتية قد تكون ملهمة للعديد من البشر ليعلموا ان الحياة قد تعاند احلامك ولكن القوة ألا تستلم

منذ حوالى سنوات بدأت حياتى الأسرية تشهد حالة من التعقد الغير مسبوق وصلت الى مرحلة الانفصال الشعورى الكامل مع زوجى او ما يمكن ان يسمى الطلاق الصامت استمر الحال لمدة عام اخر وانا احاول اصلاح ما افسده الدهر كما يقال . زواجى استمر اكثر من ربع قرن كنت فيه ارقص و اغنى و امثل جميع الادوار الام العاملة ذات المنصب المرموق فى احدى البنوك و يمكن ان يتخيل الكثير منكم حجم الجهد المبذول كل يوم لاعود فأكون الطباخة و المدرسة و الام و الطبيبة لمن يمرض و السائق للدروس و المراقب للتدريبات لاكتشف بعد مرور زهرة شبابى و اجمل سنوات عمرى ان طاحونة الحياة اخذت ترسم ملامح وجه غريب لا اعرفه و ان شريك حياتى كان من مقاعد المتفرجين فى معظم المواقف بينما انا كنت الأب و الأم بعد أن شب أولادى عن الطوق و بدأت الفجوة الفكرية تتسع بين الأب المزعوم و الاولاد . وما كنت احاول ان اقوم به لسنوات من تجميل صورة بابا الحاضر الغائب لم تعد تجدى نفعا . كنت فى هذه الاثناء قد تركت العمل و وظيفتى المرموقة لظروف مرض والدتى ومع الاسف لم اعد قادرة على القيام بدور المعيل بالشكل الذى اعتدت القيام به لسنوات و سنوات بكل رحابة صدر و حب لتلك الاسرة .فقدت العديد من مدخراتى فى مشروعات خربة من زعمه قضت على الاخضر و اليابس على مدار السنوات و رغم ذلك كنت الزوجة الداعمة و الأم المناضلة ولكن كنت كمن يعدو خلف السراب . لست ادرى حقا متى كانت لحظة الاستبصار او الوقفة مع الذات و الحساب على السنوات الضائعة و العمر المهدور على صخرة العشرة و السنوات و أطياف الحب القديم الذى لم يروى إلا بدموعى تتساقط على الوسادة و مشاحانات صباحا و مساءأ لكل شىء و لا شىء و خاصة مع الاولاد .

ومع كل خلاف بدأ التحول الجديد فى ترك المنزل بكل المسئوليات التى لم يعتاد ان يتحمل منها إلا القليل و مع تكرار الموقف إتسعت فجوة الإنفصال الشعورى وصولا الى النقطة صفر . اصبحنا غرباء كما بدأنا لقاءنا الاول وهنا كان القرار ان يكون الإنفصال فعليا لا شعوريا فحسب . دون الدخول فى تفاصيل اكثر حدث ابغض الحلال و اصبحت ام عزباء لثلاث من الاولاد او للحقيقة شاب و فتاتتين .وكان السؤال ليه ؟ انت ولادك على وش جواز . اللى صبرك كل السنين دى كنت كملتى و انت عاوزة ايه من الدنيا ؟ مليون سؤال من المجتمع المحيط و الأصدقاء و الأقارب . اعتقد ان كل اللى فات ده كان ترتيب ربنا علشان ادخل مجال الكوتشينج ،وربما كان ذلك حلمى طوال حياتى ولكن لم اجد له المسمى أو الإطار الذى يمكن أن احققه من خلاله . بما انى شخص اشتغل لسنين طويلة فى ارقام و تحليل و نسب لم اكن معتادة على قبول المسلمات ماعدا ثوابت الدين ، قررت رفض انى ابقى الشخص الموصوم من المجتمع بمسمى مطلقة وان امضى ما تبقى من حياتى ابكى فى الحجرة المظلمة و خاصة ان ظروف اولادى و اهلى و تكوينى الشخصى لم تكن لتقبل السقوط و الانهيار بعد عدة اسابيع من الذهول و ربما البكاء ولا ادعى البطولة المطلقة و القوة الخارقة ، بدأت رحلة البحث عن ذاتى الجديدة و كيف يمكن ان اتقبل ما حدث و أن الماضى هو شىء مضى ولا أملك أن أعيد عقارب الزمن للوراء وأنه لابد أن أسامح نفسى بل و اتقبل عيوبى وأحب ذاتى دون أن يكون ذلك أنانية . فمن لا يحب ذاته لن يكون قادرا على حب الاخرين . و بعد رحلة من القراءة و البحث و التنقيب وجدت النور فى مجال الكوتشينج و كيف يمكن أن تساعد نفسك للتغير وأن تعيش اللحظة و منها تنطلق للغد و ترى المستقبل واضحا جليا بل و ترى ما تحلم به يمكن ان يصبح حقيقة اذا استطعت أن تقبل أداميتك بكل ما تحمله الكلمة من معانى . و بعد عامين من الدراسة و تطوير الذات انظر اليوم الى نفسى فى المرآة و اشعر بالفخر لما اقوم به وبما اصبحت عليه . ولقد قررت ان اتخذ من كل ما تعلمت وسيلة لمساعدة كل من يرغب فى المضى قدما فى حياته من اجل غد افضل و ان تكون لى بصمة فى الحياة لا تمحى ان شاء الله . اخيرا ان تكون انسان بما تحمله الكلمة هو احد اهدافى فى مهنة الكوتشينج . ولقد تعلمت من الرحلة أن التعلم لا عمر له كذلك الحلم ليس له تاريخ صلاحية مهما كان حلمك او الظروف التى مرت بك، لا شىء على الارض اقوى من ارادة الانسان .وأن الحياة إذا اعطتك سبب للسقوط يمكنك أن تعطيها الف سبب للنهوض . لقد منحى الكوتشينج العديد من الأدوات و الأساليب التى استطيع بها أن اساعد ذاتى للخروج من محنتى الشخصية فكان منحة لى لكى اساعد بدورى كل من يرغب فى الوصول الى هدفه ، اعادة ترتيب اولوياته فى الحياة ، اكتساب الثقة بالنفس، التغلب على المخاوف . ان الكوتشينج حقا المفتاح السحرى لبوابة النسخة الجديدة منك و التى ترغب فى الوصول اليها . اصلاح علاقاتك مع من حولك فى إطار الاسرة او محيط العمل . لان كل منا يستحق ولاننا نمتلك من المصادر و المعرفة ربما ما يفوق تصورنا ، بعد رحلتى اؤكد لكم جميعا ان الحل قابع هناك داخلك فقط لمن يرغب فى السير فى رحلة وعى نحو ذاته .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Coach Mona Abdel Aziz

تدوينات ذات صلة