العلاقات التى تعانى مشاكل كثيرة ولا يوجد ما يدفع اصحابها للتمسك بها سوى الخوف من الوحدة و تغيير النمط المعتاد للحياة .

قد يتعرض للانسان فى حياته الى موقف يكون نقطة تحول جوهرية . سواء بفقد عزيز عليه او بحالة انفصال اسرى وهنا يصبح امرا واقعا لا يملك خيارا سوى ان يحاول ان يتأقلم مع الظروف الجديدة فى حياته . ولكن فى حقيقةالأمر ان المأساة التى نغور قليلا فى اعماقها هى فى العلاقات الانسانية و خاصة الاسرية و التى تعانى من مشكلات مثل الطلاق الصامت او الخرس الزوجى و التى تصيب العلاقة فى مقتل و تجعلها على حافة الهاوية ولا يوجد ما يدفع اصحابها بالاستمرار سوى فوبيا الوحدة ، إن الوحدة من الأشباح المخيفة التى تحلق على إرتفاعات منخفضة فى سماء العلاقات ولا تستطيع اجهزة الردار التقاطها و خاصة اذا كانت العلاقة مهتزة او تعانى من مشكلات متواترة وقد تكون على بعد شعرة من النهاية . وبكل اسف أننا بارعون فى خداع أنفسنا و صنع عالم من الأوهام و صور مزيفة و تقمص حالات من المشاعر تسير بنا من بوابات ضيقة إلى شوارع و طرقات مظلمة . غالبا ما نرفض الإعتراف بفكرة أن العلاقة لم تعد قادرة على الإستمرار أو انها فى حالة موت اكلينيكى و أن ما يبقيها قيد الحياة هو اجهزة التنفس الاصطناعى . التعلل بأسباب واهية ، التعلق بحبال من الأمل الزائف ، الاختباء خلف حائط الظروف و الضغط المجتمعى والأعين المسلطة علينا او محاولة الهروب من جلد الذات الغير منطقى هم طعام الشبح الذى يجد فيه ما لذ وطاب ليستمد قوته و يشرع اجنحته ويطاردنا فى كل مكان . إن الخوف من شبح الوحدة و المجهول إذا تغير الوضع و شكل الحياة الجديد بل الفزع و الرعب للخروج من صندوق المألوف إلى فضاء الإحتمالات اللانهائية و ما بعدها قد يجبر البعض على الاستمرار فى حياة لايرضاها فقط حتى لا يواجه مخاوفه من أشباح الوحدة بكل اسف .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Coach Mona Abdel Aziz

تدوينات ذات صلة