إن العطاء هو اسمى درجات الحب ولكن حب الذات ليس انانية مطلقا ، احبى نفسك كى تحبى الاخرين

تربينا على مثاليات لا تتناسب مع الطبيعة البشرية ، تربينا على ان التفانى و انكار الذات هو ما يجعل المرأة مثالية ، تربينا على ان الام الصالحة هى التى تضحى بكل شىء الوقت الصحة المال بل وحتى انسانيتها و رغباتها البسيطة ،، وهذا كلام فى ظاهره جميل ولكن نتيجته مؤلمة و حزينة كما نرى حولنا كل يوم .العطاء هو أسمى مظهر من مظاهر الحب بلا شك ولكن المبالغة فى العطاء و التفانى و نسيان الذات ما هو الا موت بطىء ، تربينا ان حب الذات هو أنانية ، هذا المفهوم هدم شخصيات و خلق اشباه من البشر غير متصالحة مع ذاتها بل ليس لديها أدنى قبول لذاتها او حب لها ، إن حب الذات هو استنارة واستبصار ووعى وهو ابعد ما يكون عن مفهوم الانانية ، فكيف نطالب بتقبل الأخر إذا كنا لا نقبل انفسنا ؟؟ إن الناس بطبيعتهم إذا تعودوا الشىْ اصبح حق مكتسب ولن يقبلوا بغيره او اقل منه . و الحل !!! هناك فرق شاسع بين العطاء من منطلق القوة و العطاء من منطلق الخوف من الخسارة او ما يسمى بالعطاء الضعيف ان العطاء الذى يجبرك على التنازل عن ضرورة من ضرورياتك ما هو إلا عطاء ضعيف . عندما تجاملين صديقة وتخبريها انها جميلة و مشرقة اليوم فهذا مجرد إسعاد للاخرين من باب جبر الخواطر لا اكثر ، اما عندما تقومى بترتيب غرفتك ابنتك كل يوم لانها ببساطة تكره القيام بهذا العمل فهذا عطاء خاسر لأنك تعطيها درسا فى الإهمال و عدم تحمل المسئولية ، و هذه ستكون شكواك منها بينما انت من جلب ذلك لنفسك . عندما لا تشعرين زوجك أبدا إنك قد تعبتى من الأعباء المنزلية فهذا سيجعله يعتقد أن هذا العمل هو ما يسعدك ، ليس هناك خطأ فى أن تشعرى بالتعب أو الملل و أن تعتذرى عن عدم القيام ببعض الأعمال بأدب و رفق . إن الخطأ الكبير هو أن تحرصى على إسعاد الجميع طوال الوقت على حساب راحتك و سعادتك حتى يصبح إسعاد الجميع هو اسلوب حياة دائم ولا يمكن الفرار منه تحت أى مسمى . إن معظم مشاكل النساء تنبع من عدم المطالبة بابسط الحقوق و إهمالهن لانفسهن وهن مع الأسف يكن على رأس قائمة الضحايا عندما تبدأ حياتها فى الإنهيار عندما تخور قواها وتصبح غير قادرة على مواصلة النمط الذى اعتاد عليه الجميع ، سيدتى أنت لست المحيط الذى لا ينضب ، ولست ترس فى الة الحياة لا يجب ان يتوقف إلا بالوفاة او المرض . ختاما سيدتى فضلا وليس امرا اعتنى بنفسك ، حبى ذاتك فهى كنز لا يعوض وكل ما ينفذ من رصيدك النفسى و الجسمانى و الشعورى لن يعود .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Coach Mona Abdel Aziz

تدوينات ذات صلة