أنت الخطوة الأولى لطفلك .. الكلمة الأولى .. الإبتسامة الأولى .. الرحلة الأولى .. و الصديق الأول

ما الذى تريد أن تُثبته للعالم بأن تُعيد خلق نفسك من جديد تُكرر نسخة عنك للوجود تحرك بآليه نمطية تنتهج نفس أفكارك ومبادئك حتى أنك تعطية الطريق أو الأسلوب الذى يسير من خلاله إلى تلك المنهجية، فتكون بذلك قد قتلت عن غير قصد حتى إبداعه فى خلق طريقة تميز شخصة يتبعها نحو خُطوته الأولى .

التجربة .. دائمًا ما نكون أمام تلك الكِلمة النمطية و التى من خلالها تتكون الخبرات الحياتية، ولنقترب أكثر من المفهوم المقصود عنها .. فربما هى النطاق المعنوي المكون من عدة عوامل أجتماعية تمر بنا وتصنع ما يسمى بالفعل ورد الفعل إتجاه مجموعة الأحداث أو الحدث الواحد وذلك سواء كانت النتائج إيجابية أو سلبية .

فى كلَ من الحالتين سيكون لدينا أستنتاج إما بالإستفادة فى عدم تكرار الخطأ ويتكون قاعدة من المعطيات التى يتعامل من خلالها الشخص فى ما إذ تكررت المواقف أو حتى غيرها، أو عن كونها نتائج إيجابية يتعلم عنها المواجهة بنفس الأسلوب وتطويره إلى الأفضل مع مرور الوقت ليتناسب مع كل مرحلة يعيش فيها .

و فى الأمرين تنتج الطاقة تلك الهاله التى تحيطنا وتدفعنا إلى الأمام فى بناء الشخصية ذاتية التصرف، وهكذا ما أن فُسرت الإستنتاجات على شاكلتها الصحيحة، ولكن دائمًا يستوقفنا مَن الصحيح ( أن صح السؤال بهذه الطريقة ) مُتلقى النصيحة أم من قام بألقائها .

لا أعتقد أن مُتلقى النصيحة عليه من اللوم شئ فى أن يتقبلها بِجَزع أو بتقلُبات مزاجيه مختلفة تتغير بتغير عقليتة وتفكيره ، كما أن الشخص الذى قد ألقى النصيحه قد يكون له رد فعل سلبي حيال أن الطرف التاني لم يكن عند مستوى توقعه فى درجة التقبُل والاسْتيعَاب، ويكون الأمر جليًا فى حالة أن النصيحة تلك تدور فى علاقة تربوية بين الأبناء وآبائهم .

وهو الأمر الذى تنشئ من خلاله بذرة المشكلات، مع العلم أنها ليست مشكلة معاصرة ولكنها وثيقة الصلة من عهود مضت، مع أختلاف المشكلات والتحديات التى تواجه الأسرة .


سنتحدث من خلال خمس محاور مختلفة :

• التوزان بين عاطفة القلب الآبوية و سطوتها على العقل وبين العقل ذاته كقوة آباوية تحمل سلطة تنفيذ الأوامر دون نقاش .

• الطريقة المُتبعة فى تربية الأبناء وهى ليست بالضرورى متشابه بين أبناء الأسرة الواحدة أو الأسر فى المطلق، أختلاف العقلية يعنى أختلاف الطريقة التى تُتَبع معاها ( أى العقلية ) فى التربية .

• ذاتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــية الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتجربة .

• الدعم النفسي بالثقة فى أبسط الأشياء .

• النصيحة قد لا تُلقي مجرده عارية فى بعض الأحيان، مع تقدير أختلاف العمر .


الجميع يعلم أن التربية من خلال عاطفة أبوية قد يكون له عارضين أما التدليل المفرط أو إخراج الشعور بالمحبة بشكل مُعاكس فيظهر بقسوة فى توضيح أبسط المعاني .لذلك يكون تدخل العقل ليوازن بين عاطفة القلب ووجود القلب ليحكم فظاظة العقل، إذ ربما بهذا التوازن تخرج النصائح أو التوجيهات الأبوية بشكل مُتزن .. والمقصود بالأتزان هنا سينقلنا إلى المحور الثانى ألا وهو الطريقة المُتبعة .

ليس بالضرورى إتخاذ نفس المسار الذى تربينا عليه فى بيوتنا مع ابنائنا لأنه هناك معايير كثيرة تتغير بمرور الوقت فيَلزم معاها تغيير الطريقة المتبعة فى تربية هذا العقل المُحاط بكم هائل من المُدخلات الحسية الملموسة والغير ملموسة .

كما أن تربية الأخوة فى بيت واحد قد تختلف فى طريقة التعامل، وهذا لا يعنى التفرقة والتمييز مطلقًا، ولكن فى التعامل مع العقلية نفسها فربما يكون لديك اثنان من الأبناء سواء من نفس الجنس أو ذكرًا وآنثى، ولكن بالتاكيد لكل منهم تفكير وشخصية منفصلة، ومن هنا ستكون النصيحة الموحدة ظلم لأحداهم أو لكليهما أن كانت لا تتناسب مع طريقة تفكيرهم.لذلك ستكون النصيحة وافية كافية أن أعُطيت بطريقة يَغلُب عليها الصداقة وقد أمتزج بها المسلك نفسه الذى يفكر به الإبن .

لذلك سننتقل للمحور الثالث ذاتية التجربة .. بالتأكيد أنك تزرع فى إبنائك بذرة التربية الأساسية والتى فى العادة تحتوى على العُرف والتقاليد والعادات التى تُكون ثقافتنا وهويتنا وعقيدتنا، بينما تتركه يرفف فيما بعد يتعلم ذاتية الطيران يقع الآف المرات ليتعلم ويختار الطريق الصحيح، تلك هى ذاتية التجربة والذى سينتج عنه حتميًا ذاتية الشخصية الناضجة لديها عقل يفكر ويستنتج سواء على وقت طويل أو فى وقت قصير .

بينما إذ أنت توجهه قولاً أن هذه مشكلة وهذا حلها و الطريقة التى ستتبعها فى تنفيذ الحل كالتالى .. كيف سيتعلم أن كان عقله توقف على أنه يُطيع ما يُملى عليه لا يفكر به، ربما أن تعرض لنفس المشكلة لن يعرف كيفية التصرف أو سيكون تصرفه فى حدود المشكلة التى تعرض لها وتم توجيهه فيها، لن يكون لديه حلول مقترحة أو إستنتاجات شخصية من خلالها يقوم بالقياس على المشكلة التى من الوارد اأن يتعرض لها مستقبلاً، ومن هنا ستكون بالفعل نجحت فى خلق آله وليس إنسان يمكنه أن يصبح خليفتك على الأرض .

ومن هنا لعلنا ننتقل إلى المحور الرابع ألا وهو أن تدعم ابنائك نفسيًا لمِا فى ذلك آثرًا عظيم فى نفوس ابنائنا .. الكلمات التى تحتوى على الثقة وتعزيز النفس لطلما تغير من الإنسان وترفعه مراتب عليا فى سلوكه الخارج عنه إتجاه آسرته والمجتمع .

الأمر لا يتطلب منك جهدًا سوى المناقشات المثمرة والمشاركة الوجدانية فى أبسط التفاصيلقد يكون عليك فقط تذكر أن نقاشك معه ليس لإثبات وجه نظرك أو مشاركة شئ أنت تحبه، بالعكس أنت فى هذه اللحظة تُسقط عن نفسك حب الانا نهائيًا لآن وقتها سيكون كل ما يُشعره من سعادة هو فى الحقيقة سعادة لنفسك أنت .

لذلك فنصيحتك له لابد أن لا تكون مجرده عاريه تخترق أُذنيه دون جدوى، ربما إذ جعلت نصيحتك ضمنيه فى شكل حوار تكون فيه صديقه الراشد بفس عمره ليس من خلال تجاربك، أذ نظرت للأمور بنفس نظرته هو سوف يكون لذلك آثر فيما يخرج عنك كفعل وعنه فى إستخراج ما عليه فعله كرد فعل دون أى توجيه أو أرشاد مُباشر .

" توليد الأفكار ذاتيًا من العقل، يجعل الإنسان منا قادر على التعلُم وتجاوز أصعب المحن النفسية "


أنت الخطوة الأولى لطفلك .. الكلمة الأولى .. الإبتسامة الأولى .. الرحلة الأولى .. و الصديق الأول

فتذكر دئمًا قبل كل خطوة أن يكُن آثرُك طيب .. لتحصد ذلك الآثر فى المستقبل .. ولتكن " صديق العمر "

Mohamed Salah

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mohamed Salah

تدوينات ذات صلة