مقال للكاتب والباحث محمد محمود عبد الرحيم عن الهندسة الاجتماعية ودوروها في اختراق العقول وتغير المجتمعات وتأثير ذلك في العالم العربي
عادات وتقاليد مجتمعية كان من غير المقبول أن تجد تقبل في المجتمع وبعد مرور الوقت يتقبل المجتمع هذه العادات بمراجعة العادات والتقاليد ونمط المعيشة في الوطن العربي خلال مائة عام نجد أن هناك تغير كبير في العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة والملابس وطريقة التفكير " قد تتغير الكثير من المجتمعات سواء للافضل أو الاسؤ وحتي لو كانت لا تشعر بهذا التغير وهنا يكمن دور التعليم في تشكيل وعي المقبول والغير مقبول اجتماعياً حيث يتشكل الوعي القومي للمجتمعات عن طريق الكثير من الأدوات مثل التعليم والفن والاعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك مما يشكل وعي المجتمع , وقد ظهر مفهوم الهندسة الاجتماعية حديثاً وقد يستخدم لأغراض مختلفة بداية من محاولة الدراسة والتأثير علي الفرد لسرقة حساباته الالكترونية والبنكية وصولاً الي تغير الفرد ثم المجتمع , ويمكن القول أن ليس هناك تعريف محدد لمصطلــح الهندسة الاجتماعية (Social Engineering) أو معنى متفق عليـه، ولكن من أقرب التعريفات أن نقول إنها " استخدام استراتيجية مستمرة وبطيئة في تغير تفكير عقل الانسان والمجتمع من بعده " حيث اللاوعي للإنسان مليء بالأفكار كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ما تعلمه منذ الولادة كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاوم هذه الفكرة إن لم تكن متوافقة مع الافكار الموجودة بالرفض التام ومن هنا يأتي دور الهندسة الاجتماعية في تغير الأفكار لدي الشخص وبعدها تتغير أفكار المجتمع بصورة عامة وهناك تعريف يلخص الهندسة الاجتماعية علي انها احد فروع علم النفس البشري وهي اهمية جمع المعلومات في الكشف عن بعض الخفايا المجتمعية ومن ثم تغيرها , تم إدخال مصطلح مهندسين اجتماعيين في مقال كتبه الصناعي الهولندي جي سي فان ماركن في عام 1894 كانت الفكرة أن أرباب العمل الحديث يحتاجون لمساعدة من المتخصصين - "المهندسين الاجتماعين "في التعامل مع مشاكل الإنسان ، كما أنهم يحتاجون إلى الخبرة التقنية (المهندسين العاديين) للتعامل مع مشاكل المادة (المواد والمعدات والعمليات ) ثم احضر هذا المصطلح لأمريكا في عام 1899، عندما أطلق أيضا مفهوم "الهندسة الاجتماعية" كأسم لمهمة مهندس اجتماعي في هذا المعنى وكان "الهندسة الاجتماعية" عنوان مجلة صغيرة في عام 1899 (سميت بعد ذلك في عام 1900 "الخدمة الاجتماعية ويمكن القول أيضا ًأن إدارة عملية التحول الاجتماعي بالتتدريج عن طريق التعليم والثقافة والفن والرياضة ومن هنا نجد أن زراعة الأفكار تعد أحد أخبث الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها ومن الامثلة وهي تشبه مصطلح الحرب النفسية على المجتمع البشري للتحكم في مصيره وزراعة الأفكار في اذهان المجتمع الانساني بشتى الطرق والوسائل لسلبهم حرية التحكم في قراراتهم دون أن يشعروا ولكن كيف نقوم بزراعة فكرة معينة وماهي الأساس التي تقوم عليه؟ ويري الكثير أن الهندسة الاجتماعية هي أحد أهم العلوم والتي تتسب في تدمير أو نجاح المجتمعات ولابد أن يكون هناك مستوي تعليم ووعي عالي في المجتمعات العربية لمواجهه التغيرات السلبية والتي تسعي للتدمير ومحاوله زراعة أفكار إيجابية تقوم بالنهوض بالمجتمع فمثلا وعلي المستوي السياسي عند مناقشة الاعلام لقضية انفصال جزء معين من الوطن فتصبح في العقل الباطن للمواطن كتمهيد يمكن البناء عليها في المستقبل لتصبح مع مرور الوقت من قضية كارثية الي قضية عادية يمكن التعامل معها! , وقضايا أخري مجتمعية واقتصادية,ويمكن استخدام الهندسة الاجتماعية في فكرة تغير العدو والصديق والعادي وغير العادي فقد يكون أعداء اليوم أصدقاء الغد بفضل الهندسة الاجتماعية ! بالمعني الواسع ليس فقط بين الدول والأنظمة ولكن علي مستوي الافراد والمجتمعات .هناك الكثير من الأدوات مثل التعليم والثقافة والاعلام وغير ذلك ويحصر العديد من الباحثين استخدام الهندسة الاجتماعية في استخدمها للسيطرة علي وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة منها اقصي بيانات متاحة وتحليل تلك المعلومات لاستخدامها في عملية التغير الاجتماعي ولن نبالغ أن التعليم هو أحد أهم أدوات اختراق العقول وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا ولابد من التحصن في مواجهة هذه الأفكار.التعليم والهندسة الاجتماعيةلاشك أن التعليم يعتبر أحد اهم اساليب الهندسة الاجتماعية والتي تعتبر أهم أدوات التغير الاجتماعي لمناقشة قضية معينة أكثر من مرة مما ستساهم في خلق الوعي معين من خلال زراعة الأفكار ولا يتم التصدي لتلك الأفكار الا بخلق وعي من خلال التعليم للشباب والأطفال ولعل أهم سبب يفسر أسباب إصرار الاحتلال الاسرائيلي علي السيطرة علي التعليم للأطفال العرب في الأراضي المحتلة وليس ببعيد عن ذلك تفسير انتشار الصفحات الرسمية لحكومة الكيان الصهيوني المتحدثة بالغة العربية علي وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الشباب العربي وبث سموم وأفكار ومعلومات مغلوطه عن تاريخ مصر والعالم العربي , فالعالم العربي ككل يتعرض لحملات ممنهجة ومنظمة لتدمير المجتمعات العربية عبر كثير من الأدوات أهمها الهندسة الاجتماعية فلابد أن يعمل التعليم علي خلق شخصية واعية ضد هذه الهجمات عبر التعليم فما المانع أن تكون هناك لكل مدرسة صفحة رسمية علي الفيس بوك للتقرب للطلاب والتحدث بلغتهم لشغل حيز أن ترك سيكون فريسة للاخرين ,فجوهر الهندسة الاجتماعية هو تغير عملية التحول الاجتماعي من شكلها العفوي غير المخطط إلى شكلها الهادف والمخطط، إن ضبط اتجاهات التحول الاجتماعي إنما يعتمد على وضع خطط مدروسة لضمان التنمية الاجتماعية، وأن لم يكن للتعليم الوطني دور في هذا التغير المجتمعي سيكون المجتمع ضحية لتغيرات خارجية . كيف يمكن مساهمة التعليم كاداه للهندسة الاجتماعية بصورة إيجابية في التغير الاجتماعي:-لا شك أن هناك العديد من الأفكار التي يمكن النظر اليها في استخدام الهندسة الاجتماعية في التعليم في العالم العربي لزيادة وتنمية الوعي المجتمعي :· لابد من تزويد الطلاب بقيم النجاح و مساعدة الطلاب من تحويل الفشل الي نجاح وطرد كل الأفكار الإنهزامية المغلوطة لدي الأطفال والشباب عن طريق منهاج التعليم . · كما يمكن العمل من أجل تزويد الطلاب بقيم دينية ووطنية والاعتزاز بالانتماء ومحاربة الإرهاب والتطرف من خلال التعليم · العمل علي حماية الأطفال والشباب في عصر المعلومات والمعرفة المفتوحة من أي محاولات للعبث بالافكار والمعتقدات الضارة بالمجتمع من خلال وضع الهندسة الاجتماعية في استراتيجية التعليم في العالم العربي وعمل حملات توعية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر المعلومات وتأثير المعلومات المغلوطة علي المجتمع .
في النهاية يمكن القول أنه يجب أن تبدأ الهندسة الاجتماعية في التعليم من اختيار اسم المدرسة الي المنهاج الدراسية والي ضرورة وجود وسائل تواصل اجتماعية للمدارس علي الانترنت لبث ما يفيد العقول لطلاب بصورة ترفيهية وغير مباشرة في اطار استراتيجية كاملة هدفها التأثير علي مخرجات التعليم للطلاب في النهاية حيث يمكن القول ان الهندسة الاجتماعية هي السبب الاول لزرع القيم الغريبة والشاذة في المجتمعاتكما يمكن الاستفادة من الهندسة الاجتماعية في تحديد أهم المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع مع تشخيص أسبابها ، وتوضيح آثارها القريبة والبعيدة وكيفية معالجتها والتصدي لنتائجها الضارة، ويساعد ذلك المجتمع علي التقدم والحفاظ علي الاستقرار المجتمعي كما لابد من زراعة الأفكار من الصغر وخلق الوعي هي جوهر الهندسة الاجتماعية فيجب معرفة طبيعة الشعارات والاحداث المحيطه ودوافع التعامل في أي قضية, استخدام الهندسة الاجتماعية لم يعد نوع من أنواع الرفاهية بل قضية قومية هامة في العالم العربي .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات