تقول دي بوفوار : ( يقال لنا: الأنوثة في خطر، ويحثوننا قائلين: "كن نساء... ابقين نساء". فكأنما كل كائن إنساني مؤنث ليس امرأة بالضرروة،



في ورقة تناقش آثار النسوية والقومية والاستعمار على المرأة العربية الحديثة. تعتبر هذه العناصر الثلاثة مترابطة في العالم العربي كما هو الحال في العديد من البلدان النامية الأخرى. ومع ذلك ، على الرغم من أن الوعي النسوي العربي المبكر تطور جنبًا إلى جنب مع الوعي الوطني ، فإن النسوية هي نتاج محلي للديناميكيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية العربية،

لا تزال نساء العالم اليوم تكافحن من أجل نيل حقوقهن كاملة، حتى في الدول المتقدمة. لكن من خلال نظرة سريعة إلى واقع المرأة في العالم العربي، نجد أنها متأخرة عن أقرانها في معظم دول العالم، فهناك قوانين تقمعها في بلد ما، بينما تعاني من عادات المجتمع وتقاليده البالية في بلد آخر.هناك الكثير من الجمعيات والمنظمات المعنية بأمور المرأة في العالم العربي، وتحاول في أغلب الأحيان حل مشكلاتها، لكن غالباً ما تبوء محاولاتها بالفشل، أو تكون بعيدة كل البعد عن واقع المرأة المهمش، وحتى مع وجود تلك المنظمات والجمعيات؛ لا تزال حقوق المرأة ضائعة.



تقول دي بوفوار : ( يقال لنا: الأنوثة في خطر، ويحثوننا قائلين: "كن نساء... ابقين نساء". فكأنما كل كائن إنساني مؤنث ليس امرأة بالضرروة، بل ينبغي له أن يساهم بهذا الواقع الخفي الذي هو الأنوثة.)



ليس المجتمع نوعًا من الأنواع، ففي المجتمع يحقق النوع نفسه كوجود، ويجاوز نفسه نحو العالم والمستقبل، وأخلاق المجتمع لا تستنتج من البيولوجيا، والأشخاص ليسوا متروكين لطبيعتهم، بل يخضعون لطبيعة ثانية هي العرف والتي تنعكس فيها رغبات ومخاوف تعبر عن وضعهم البشري، ولا يتولد لدى الشخص الشعور بذاته ولا يستكمل نفسه، بصفته جسمًا فقط، وإنما بصفته جسمًا خاضعًا للمعتقدات والقوانين. وهو لا يقيم نفسه إلا باسم بعض القيم، ومرة أخرى نؤكد إن الفزيولوجيا عاجزة عن تأسيس القيم، بل العكس، إن المعطيات الفزيولوجية تكتسب القيم التي يضفيها الكائن عليها. فإذا حال الاحترام تجاه المرأة دون استعمال الشدة ضدها، فإن أفضلية الرجل العضلية مثلا تفقد سلطتها

هكذا ينبغي لنا أن نفسر المعطيات البيولوجية على ضوء مجموعة العوامل البشرية، والاقتصادية والاجتماعية، والنفسية، إن خضوع المرأة لواجب النوع، وحدود إمكانياتها الفردية هي وقائع بالغة الأهمية. فجسم المرأة هو أحد العناصر الأساسية من وضعها في هذا العالم، إلا أنه لا يكفي وحده لتعريفها، إذ ليس له واقع وجودي إلا عن طريق الشعور، ومن خلال فعلها ضمن المجتمع.


ليس بوسع البيولوجيا الإجابة على السؤال الذي يشغل بالنا: لماذا تكون المرأة الجنس الآخر؟ علينا أن نعرف ما فعلته الإنسانية بالأنثى البشرية

وعلى الرغم من نجاح العديد من المنظمات غير الحكومية في تقديم خدمات هامة وحيوية لشرائح اجتماعية عديدة إلا أنها لم تستطع أن تشكل بديلاً لا للأحزاب السياسية التي أصابها الوهن، ولا للمنظمات الجماهيرية التي نجحت في استقطاب وتنظيم أعداد كبيرة من الجمهور، كما في الانتفاضة الأولى مثلاً. أيضاً، لم تستطع فرز قيادات جماهيرية على المستوى الوطني وبقى "كل أمير سيداً في مقاطعته، متهيباً من دخول المدينة".


هذا الوهن التنظيمي أدّى إلى تراجع كبير في خطاب وثقافة التيار الوطني و"الديمقراطي العلماني" الذي أصبح محكوماً بخطاب الليبرالية الجديدة المعولم عن "حقوق الإنسان" و"الحكم الصالح" و"مساواة المرأة"، من دون قدرة حقيقة على ترجمة هذا الخطاب إلى برامج عمل تحملها أحزاب سياسية أو شرائح اجتماعية محددة، ما جعل هذا الخطاب غير قادر على أن يشكل قوة سياسية أو اجتماعية حقيقية على الأرض. ما أفسح مجالا أوسع لخطاب وثقافة التيارات السياسية الدينية.











HalaMaherBook

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات HalaMaherBook

تدوينات ذات صلة