تلخيص لأحداث فيلم "مرجان أحمد درجان" لعادل إمام، ومناقشة لأهم القضايا التي عالجها، ورأيي الشخصي فيه.

"مرجان أحمد مرجان" فيلم اجتماعي كوميدي مصري تم عرضه عام 2007، من إخراج علي إدريس وتأليف يوسف معاطي. وهو من بطولة "الزعيم" عادل إمام الذي ظهر بشخصيّة رجل أعمال يدعى مرجان إلى جانب "ليدي السينما العربية" ميرفت أمين التي أدّت دور جيهان بالإضافة إلى عدد من النجوم الصاعدين كالجميلة بسمة حسن بدور الابنة علياء وشريف سلامة الذي تقمّص دور الابن عُديّ وأحمد السعدني الذي قدّم دور الشيح محمود. حاز الفيلم على ستة جوائز في حفل أوسكار السينما المصرية بعد عرضه، وقد نال على إعجاب الكثيرين، كيف لا وقد أبدع الزعيم بإيصال فكرته ورسالته بقالب كوميدي ساخر ليثبت مجددًا استحقاقيته للقب "سلطان الكوميديا."


يدور الفيلم حول رجل الأعمال الناجح مرجان أحمد مرجان الذي يستطيع بماله ونفوذه أن يشتري كل شيء ويرشي الجميع ولكنّه يفتقر العلم والثقافة، مما يجعل ولديه يخجلان منه فينجحان في اقناعه بالاتحاق بالجامعة وإكمال تعليمه، وبعد أن يدخل نفس جامعة ولديه، يبدأ بالتعامل والتفاوض مع الإدارة بأسلوب رجل الأعمال المحترف، ويحتل بسبب نفوذه كل المراكز الطلّابيّة كرئاسة فريق كرة القدم والتمثيل، وبكل سهولة يكسب جميع الطلّاب إلى صفّه بعد إغرائه لهم بالنقود. وبعد اكتسابه لهذه الشعبيّة، يترشّح مرجان لمجلس الشعب ويصدف أن منافسته في الإنتخابات هي أستاذة أبنائه المفضلّة جيهان؛ فيتعاون ولداه معها لإفشال حملة أبويهما ولكن بالنهاية يفوز مرجان بعد أن يقوم برشي الكثيريين. ولكنّه يُلَقّن درسًا بعد أن تحدث مشاكل بينه و بين علياء ويضطر إلى صفعها ليُعقد لسانها بعد ذلك وتفقد قدرتها على النطق، وهُنا يراجع صديقنا أوراقه ويقرر أن يجدّ ويذاكر باجتهاد ليكسب قلب أبنائه وبالأخص جيهان، لينتهي الفيلم بزواجهما.

ناقش الفيلم قضيّة الفساد بجرأة واضحة، فقد بيّن للمشاهد كيف يستطيع الفاسد أن يحصل بسهولة على حقّ غيره عن طريق استخدامه لنفوذه وتقديمه الرشوات أو حتى تلّقيها؛ إذ أن مرجان ليس الفاسد الوحيد بل كل من أخذ منه رشوة هو فاسد بحدّ ذاته. وقد قال مرجان لجيهان عندما رفضت رشوته: "مصر كلها قبضت،" وفي هذا نقد للمجتمع المصري الذي دائمًا ما يتلقى الرشوة بحجّة الوضع المادّي الصعب. ومن الجدير بالذكر أن فساد مرجان لم يقتصر على رشي رئيس الجامعة والمدرسين والمراقبين الماليين بل وإنه تمادى ورشا إحدى الشعراء واشترى قصائده ليظهر مثقفًا أمام الآخرين. وبمشهد من الأغنية التي رقص عليها الطلبة بالفيلم، نرى كيف أن مرجان استطاع أن يكسب كل أتباع منافسته جيهان - عدا عديّ وعلياء - بعد أن وعدهم بفرص عمل ومال وفير، وذلك بعد غنائه: "هتعيشوا حياتكم بالمجّان.. ولا حد في مصر عاطل من الآن."


والجميل في الفيلم هو تركيزه على دور الجيل الجديد الواعي في تغيير الواقع العربي التعيس إلى الأفضل، وقد مثّل كل من علياء وعدي الشباب العربي المثقف الذي لا يسكت عن الخطأ حتى وإن صدر من أعزّ وأقرب الناس، وكيف أن شبابنا على أتم الاستعداد للوقوف ضدّ الفساد والظلم لتحقيق العدالة. ومثال ذلك عندما قُبِضَ على مرجان متلبسًّا وهو يغشّ بامتحان وقالت له علياء: "بالمنظر ده أحنا ميشرفناش إنّك تكون أبونا." وأيضًا عندما نظم الشابان حملة لدعم جيهان بالإنتخابات ضد أبيهما نظرًا لإيمانهما بأن شخصًا مثله لا يستحقّ الفوز؛ إذ أنهما يؤمنان بأن العلم والثقافة هما ما يؤهلان الأفراد للمناصب العالية في الدولة لا المال والنفوذ. كما وبيّنت لنا جيهان أيضًا أن الحب لا يشترى بالمال؛ لذلك رفضت الزواج من مرجان على الرغم من ثروته الهائلة إلا عندما حصل على معدّل مقبول باجتهاده. وبهذا يكون قد أوصل الفيلم رسالة للمشاهد مفادها أن الشباب هم المستقبل وهم الذين يستطيعون القضاء والتغلّب على الفساد.


أعجبتني جرأة الفيلم في طرح قضية سياسيّة اجتماعيّة كهذه وتركيزه على فكرة أن المال ليس كمصباح علاء الدين، لا يحقق كل أحلامك؛ فهناك أشياء لا تشترى بالمال كالعلم والحب. ومما لا شكّ فيه أن الفيلم يجسّد واقع المصريين خاصةً والعرب عامةً. أحببت كون النهاية سعيدة، ليشعر المشاهد بأنه هنالك أمل لحلّ أي مشكلة إذا ما تعاون الشعب.

Layan Alkasaji

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

موافق

تدوينات من تصنيف أفلام علمّتني

تدوينات ذات صلة