مقالة تتحدث عن أثر الإرهاق والجهد الذي يبذلها الفنانون للتعايش مع أدوارهم التي يقومون بتمثيلها في الأفلام.


سديم الحمزة


الكثير من الأشخاص لايتصورون حجم الإرهاق وبذل الجهد النفسي والبدني والمادي من قبل الممثلين حتى يظهروا لنا بهذه الصورة في الأفلام والمسلسلات، ويرون أنهُ مجرد خدمةٍ تقدَّمُ بعد استلامهم مبالغ مالية محددة؛ ولكن: التمثيل أكبر من ذلك؛ حيث أنَّ بعض النجوم تكرَّست حياتهم لأدوار تتطلب الكثير من الخسائر، وقد تغيَّر حالُ بعضهم ولم يعودوا كما هم عليه في السابق، كالفنان الأسترالي هيث ليدجر وهو أحد ضحايا انغماسه في تمثيل دور"الجوكر" في فيلم (فارس الظلام).

بدأ هيث الاستعداد لتجسيد شخصية "الجوكر" قبل بداية تصوير الفيلم واعتزل الجميع قرابة الشهر، ووضع نفسه في عزلةٍ تامةٍ، واحتفظ بالكثير من الصور المزعجة والمؤثرة، وتعاطى مزيج من المسكنات والمهدئات ليقتبس شخصية "المريض نفسيًا"، يقول ليدجر: "اتفقت مع نفسي في النهاية على أنني سأجسد شخصية مريض نفسي. شخص يتمتع بأقل درجة من الضمير تجاه أفعاله، فهو مجرد مهرج معتل نفسي، ويقتل بدمٍ بارد"

توفي ليدجر وهو يبلغ من العمر 28 سنة، في يناير عام 2008م حيث عثرت مديرة منزله عليه في فراشهِ مفارقاً الحياة إثر جرعة مهدئاتٍ زائدة، ويتضح أن السبب في إدمانه للمهدئات هو الضغط النفسي والعصبي الذي كان يتعرض له من تأثُّره الشديد من هذه الشخصية، ومن الغرائبِ أنه تحصَّل على جائزة أوسكار كأفضل ممثل مساعد، إلا أن القدر لم يمهله الفرصة لاستغلال هذا النجاح.


نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة