بعضٌ مما تبادر إلى ذهني بعد مشاهدة فيلم حبٌ بعد الظهيرة| love in the afternoon الذي تم عرضه عام 1957م


بين الأفكار العاصفة التي تأبى أن ترفع حصارها عن رأسي قررت أن أشاهد إحدى أعمال Audrey Hepburn ووقع اختياري على هذا الفيلم (love in the afternoon)

القصة لا تختلف كثيرا عن الأفلام العربي القديمة (التي لا أميل لها بطبيعة الحال) ؛ الموسيقى، الأداء والتعبيرات تكاد تكون نفسها.

تصور لنا القصة كيف لشابة صغيرة لم تختبر الحب قبلا أن يقع قلبها لأول مرة في حب أكبر "دنجوانات" الزمن، وكيف تسمح لنفسها أن تقامر في هذا الحب وهي مدركة بالكامل أنها عابرة كغيرها من النساء في حياته وأنه على الرغم من جمال الوقت معه إلا أنه أسرع العابرين في حياتها، وتحافظ على هذا الحب عاما كاملا بلا لقاء أو مراسيل إلى أن يحين اللقاء الثاني.


تستغل هذه الشابة عدم إكتراثه لها فلا تخبره بأي شيء عنها سوى كذبات اختلقتها حتى تخلق في ذهنه صورة لها مشابهة لما هو عليه، فياسيد لست أول الرجال في حياتي ولن تكون آخرهم وما أجمل أن تجرد من الحب معانيه فلا يتبقى منه سوى نشوته العابرة.


وكما هي الأفلام القديمة، ينقلب حال هذا الدنجوان وتشتعل الغيرة في قلبه ويكتشف الحقيقة في آخر الأمر أنه الرجل الأوحد، فيستسلم لواقع حبه لها وينتهي الفيلم بزواج الثنائي السعيد.

على الرغم من أحداث الفيلم التي أحب أن أضيفها تحت تصنيف "مياه البطيخ" لبعدها كل البعد عن مرارة الحياة، إلا أنني لمست صلة بينها وبين الواقع.


ما وراء "حبٌ بعد الظهيرة"56768279589417740


وإذا وصلت إلى هنا عزيزي القارئ فأعدك بأن القادم كله كلام واقعي مائة بالمائة.

يظل الإنسان منا يقول بأن الحب محض خرافات أسطورية أو إذا وجد فلن يكون بكل هذه الضجة التي تثار حوله في كل مكان، إلى أن تحل مصيبته على رأسك! ويحدث، ويصادف الإنسان حبه الأول، أول مخاطرة حقيقية في حياته حتى وإن كانت الدنيا قد أذاقته من الآلام ما يكفي فإن هذه الصفعة لها وقع مختلف. والمؤلم أكثر أنك ليس في يدك قرار بأن تمتنع أو تحمى وجهك من هكذا صفعة. نقع في الحب لأول مرة، وليس لجميعنا ذلك الحظ الذي يجعل هذا الحب واقعا أبديا، فقد تكون تلك الحفرة التي وقعنا فيها حفرت على مقاس شخص واحد فلا تشاركنا الروح الأخرى هذا السقوط، أو نقع في حب شخص لعوب -على علمنا بذلك- كبطل هذا الفيلم، أو نقع في شخص مخادع، أو... أو.. الخ.

من الأشياء الأخرى التي نراها وصورت في الفيلم، أن نرى الحب كما نحب ونهوى ولا نشتهيه من مُقَدِمه، فتقلب الصورة، وتصبح أنت مصدر عذاب الشخص الاخر، الذي لا يكل ولا يمل ولا يتخلى عن حبه لك، ولكن كل الأزمة تتمحور حول قلبك الذي لم يؤذن له أن يذوب في روح مُحِبه!


قلوب البشر غريبة وغير منطقية وهي بذلك تحقق ماهية الحياة على أحسن صورة، فلو أن القلوب تهتدي وتهدأ فتريح وتستريح لأصبحت الحياة أسهل أضعافا مضاعفة وهي ليست في ذلك من شيء.


ولأننا لا نعيش في "مياه البطيخ" فلا ينبغي أن نتماهى في عذوبة نهايات الأفلام، نعم الحب موجود ولابد له من نهاية، ولو أنها قدر أن تكون لطيفة خفيفة فلن تأتي بهذه السهولة التي يصورها الفيلم، ستأتي بعد أن يأخذك لسابع سماء ثم يخسف بك لسابع أرض. ولو أنها لطيفة خفيفة فلن تكون بهذه السذاجة أيضا، لن يأخذكِ حبيبك من على رصيف محطة القطار عزيزتي، وقيسي على ذلك كثيرا، ولن تأتي محبوبتك إلى عتبة بابك

وتقتحم نافذتك لتخبرك كم أنها تتمنى أن يتوقف الوقت بصحبتك، وقس على ذلك كثيرا.


يكون الحب عذبا على الشاشات الكبيرة ولكنه أرض وعرة لا يدوسها ويقدم عليها إلا أجسر الناس روحا!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عظمة ⁦❤️⁩

إقرأ المزيد من تدوينات همسات| فاطمة وائل

تدوينات ذات صلة