صحيفة القدس تتوقف عن الصدور لأول مرة منذ ثمانيةٍ وستين عاماً ....

الصحيفة التي تأسست على يد عميد الصحافة محمود أبو الزلف .. تتوقف عن الصدور لأول مرة منذ عام 1951 اليوم الموافق لتاريخ الثالث والعشرين من تموز لعام 2019؛ منذرة بذلك بالخطر الذي يهدد الصحافة المكتوبة وأيضاً الكتب الورقيّة.


في زمن السرعة وثورة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، غابت المتعة الصباحيّة في قراءة الصحيفة وتناول فنجان القهوة سواء كان ذلك في العمل أو على أبواب القهاوي في المناطق الشعبيّة أو على الشرفات بجانب الزوجة والأبناء، لقد سرق الهاتف والكمبيوتر هذه المتعة من بين أيدينا، وعليه واجهت الكثير من الصحف التي تعتبر من إرثنا العربي والوطني بشكل خاص كصحيفة القدس خطر الإفلاس وما سينتج عنه من فقدان الكثير لوظائف إضافة إلى حرمان التقليديين -الذين لا يزالون متمسكين بعادة القراءة الورقيّة -من هذه المتعة.


صحيفة القدس لمن لا يعرف الكثير عنها تأسست في عام 1951 في القدس وحازت على ثقة الأغلبيّة الفلسطينيّة وكانت تعنى بالشارع الفلسطيني بشكل خاص وبالأحداث السياسيّة على المستوى العربي والعالمي بشكلٍ عام وكانت أول صحيفة تعاود الصدور في فلسطين بعد نكسة عام 1967.


اليوم كشباب معاصر نطرق باب السؤال، إلى أين يتجه مستقبل كل ما هو ورقي، إلى أين يتجه مستقبل الصحف، والكتب، والمجلّات في خضم السرعة والتوتر وعدم وجود الوقت لتناول فنجان من القهوة دون الشعور بالخوف من إضاعة وقت العمل، الذي سيحولنا إلى آلات قريباً لا تتقن فن الاستمتاع!


التكنولوجيا شيء رائع، لولا التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي لما انفتحنا على العالم، ولما طوّرنا من مداركنا، ومهاراتنا الشخصيّة، ولما استطعنا التواصل مع أشخاص من فئات وجنسيات مختلفة؛ على سبيل المثال أنا من أحد الأشخاص الذين يتواصلون مع أصدقاء من المغرب، الولايات المتحدة الأمريكيّة، الهند، والباكستان، وألمانيا، وبريطانيا، والجزائر، والعراق وغيرها من الدول ومن مختلف الأديان، ولا أظن أنّه كان باستطاعتي ذلك لولا مواقع التواصل الاجتماعي ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، إلى أي مدى سيصل هذا الغزو الإلكتروني، هل سيأتي اليوم الذي ستتوقف فيه المطابع نهائياً عن العمل؟ هل سيأتي اليوم الذي سيصبح به الكتب قطعة أثريّة تعرض في اللوفر؟ هل سيأتي اليوم الذي سيرى به أبناؤنا صورة لكتاب ويسألوننا هل تعرفون ما هذا؟ هل ستنقرض هذه المتعة بكل سهولة؟ والسؤال الأهم ما مصير جميع العاملين في هذا المجال في ظل الركود الاقتصادي القوي الذي يعاني منه العالم؟؟


هل سيأتي اليوم الذي يصبح به الذهاب إلى المكاتب العامّة حلماً والجلوس على عتبات بسطات الكتب ذكرى؟؟؟


لكل المغرمين بمتعة القراءة من الكتب أوجه لكم هذا السؤال؟


عن نفسي لن أتوقف عن الامساك بالكتاب عند قرائته ولن تغريني صفحات ال pdf الإلكترونيّة فماذا عنكم؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ياسمين وهر

تدوينات ذات صلة