فأحتفظوا بكل الخرائط القديمة و المقطعة وحتى تلك التى أصفر لونها من غبائر الحروب و أتربة الارفُف
بين عَشِيَّةٍ وضُحاها تأخذ دائمًا الأمور على المُعترك السياسي مُنْحَنَيَات تُغير معها مَصائِرُ الكثيرين، هى قرارات فردية الأصل لساسة، و أن بدى عليها طابع الشُّورَى، فلقد حُسم القرار مسبقًا رُبما من عشرات عشرات السنين وما نحن وساستنا إلا مجرد أَدَوَاتٌ تُستخدم عبثًا فى تنفيذ كل ما ورد بالنص .وقد بَيْعة الأحلام بالأوهام و رسمت الطُرق كما شاءوا أن يُسار عليها وتُتبع، فما كان سوى أن تقتفى آثر الطريق بفطرتها على سجيتها فى الوصول، وما كان طريق الوصول إلا ما اِهْتَدَى إليه القلب من البداية ولكن ضُلت عنه، أختُطفَت من قبل الوعود الكاذبة و الألوان البَرَّاقَة فلمعت عيناها و زُينت لها مرارة الصبار بحلاوة العسل المغشوش .المكان المظلم نفسه .. الأرض متشبعة بالدماء لا سبيل فى الشك أنه دماء، فلقد كانت الأرض رَطْبة للغاية من تتابُع سقيها به ويفوح عنها رائحة الدم المُختلط بأكسجين الهواء المُستنشق فى المعتاد .فـ كل الذين عبروا من هنا وسالت دمائهم على تربتها، كل الذين حاولوا الحفاظ عليها، أرواحهم هنا تشاهد وتتألم وما زالت تنزف، وبينما رأت المقربين منها .. فرحت فلم تكن تعلم أن خناجرهم حُملت خلف ظهورهم .ربما لم تكن تتألم أو تأن وربما لم تكن تنزف هذه المرة، توقفت منابعها من الدمع وجفت .فـ أن تُطعن من الغريب هذا ما قد يعقله المنطق ويتعايش معه الجسد المَصْلُوبٌ، ينزف و يصارع و ينتفض ويثور، لديه الأمل فى النهاية أنه سوف ينتصر .أما أن يطعَنك مَن يقُربك ويبيع قضيتك لمن يدفع أكثر هذا يجعلك تتوقف عن الحياة وتموت أسرع، وربما هذا ما سوف يحدث .. تجمعوا حولها بعد أن اهدوها طريقاً غير الطريق لتصل فى النهاية إلى هنا، الوادى المهجور.
مُدت كل الإيدي وتقاسمت ما ليس لها واستحقته بقوة الظلم وزيف الحقيقة الكاذبة، زرعوا بذور الشر منذ الاف السنين وقطعت جذورها وزرعت وقطعت فزرعت… ماتت كل الإيدي التى قطعت و يملؤها الفخر وقد ورثوا لمن بعدهم الأمل، أما أنت فسوف تموت مُنَكِّسُ الرأس ذَليل النفس تورث لاولادك الخزى .فما كان يريدون أن ينتزعوه بأيديهم ولم يستطيعوا … الآن سينتزعوه بأيدينا !!العالم على مَشَارِفُ أن تتغير خريطتة، ليس العالم الفاعل إنما علمنا الشرق أوسطى و الذى دائما و ابدًا مفعول به .سينشئ جيل جديد وقد كان ما كان، يجهل ما حدث و يُعرض له ما تم إعادة صياغتة ليتناسوا، و تتأصل الكذبة مع مرور الوقت وتأخذ من زيفها شرعية .فأحتفظوا بكل الخرائط القديمة و المقطعة وحتى تلك التى أصفر لونها من غبائر الحروب و أتربة الارفُف .. و المتساقط عليها قطرات دماء من سبقوا .استبدلوها عن صور رؤسائكم أعلى سبورة المدارس لكى تكون نصُب أعينهم، ضعوها على جوالاتكم وحواسبكم وربما بين ذكريات البوم الصور، زينوا بها جدران منازلكم بين صور والديكم وقل لهم دائمًا و ابدًا مذكرًا … هذا جَدُك وهذه جدَتُك … وهُنا كانت فِلَسْطِينُ .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
لا قيمَة للحُدود المَرسومَة على ورقٍ تَشبّع بدم أبناءِ الأرض !
ولا قيمَة للاتفاقات الدوليّة وما زَالت الأم تُرضِع طفلها المُقاومَة !
فَما دامَ الحَجر يُقاوم الأباتشي فاعلَم أن طريق العودَة أقرب !
مقالة رائعة ...فلسطين موجودة لا يهمنا لا الخرائط ولا حدود
و هذه فلسطيننا