اكتب كلما جاءك الشعور ، و اهرب كلما أتاك الواجب ،، لكن ماذا سيحدث إن جاءك الاثنين معاً ؟
بدخولي حياة الأدب و الكتابة ، تقلدتُ هالة من المسؤولية و الوعي تجاه ما أكتب و ما يجب أن أكتب عنه .. فأنت تتحدث عن موهبة عظيمة ، الكتابة و القراءة تماماً كالتحدث و الاستماع ، فيجب أن يتمتع الكاتب بالأسلوب و الكلمة الفريدة ، تماما كما يجب أن يتمتع القارئ بفن و ثقافة الاستماع و الإنصات .
في الكتابة أنت تتحدث بصوت منخفض ، مخاطبا العقل و الروح بإرادة السامع على نقيض النقاشات اليومية - فيمكن أن لا يحضر نظيرك بالجسد أو الروح أو حتى كليهما .
دون تشعب يا عزيزي سأدخل في سبب تدويني
البارحة في تمام الساعة العاشرة مساء شاهدت بثاً حياً و مباشر من القدس العربية و الأراضي المقدسة تحديداً من حي الشيخ جراح ( الذي سمي نسبة لطبيب صلاح الدين الأيوبي ) .. هناك حيث تترامى الأجساد خارج منازلهم ، مُهجّرين مٌحمَّلي الهم و العجز ، الضعف و الكسر لمكتوب قَرُب تغييره بإذن الله . و لم ألبث حتى انتقلت إلى بث شاب مقاوم أمام قبة الصخرة الذهبية ، حيث عزم و عاهد العالم على أن يكون خير ناقل و صادق لما يدور داخل الأراضي الفلسطينية اسمه " عبد العفو " ، حيث أصيب بطلقتين مطاطيتين في ظهره و يده أثناء تأديته لقسمه العربي الإسلامي النبيل بالدفاع عن أرضنا فعلا و قولا و قلبا .. و بينما كنا نشاهد غارقين بدموعنا و غصات صدرنا كان يثلج صدورنا على تكدس داخلنا من خوف عليه بابتسامة و حمدِ لله .
ف وقفت برهة و قلت أن من واجبات الكُتاب الكتابة عما هو أهم من مشاعر الحب و الصداقة ، الأبوة و البنوة ، الانتماء أو الوطن .. الان يجب الكتابة عن القومية الإسلامية العربية .
و على الرغم أني كنت ممن يعتقد أن الموهبة لا يجب أن تطوق أو تحصر في إطار ، فكلما أتاك الشعور اكتب و كلما جاءك الواجب اهرب .
إلا أنها المرة الأولى التي يأتي بها كلا من الشعور و الواجب ، حيث كتبت كلمات مبعثرة غير متجانسة ، مزيجا من الغضب و الحقد ، الرفض و الحزن حتى تداخلت عبراتي بعباراتي لتبقى جملة " أرضنا منارة بالرصاص مغطاة بالدماء ، مُداسة بلحوم فاسدة و عقول فارغة .. يتحامون بالسلاح بلا أخلاق ، و بالنار بلا ماء " ..
أيها الكتاب ، استغلوا ما لديكم و ساعدوا
غيّروا بأقلامكم .. فأقلامكم هي الأصوات .
عمان ، الأردن 2021
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
فلسطين عربية وستظل كذلك إلى يوم الدين !
أحسنتِ بحق
😍😍