من الصعب أن تنتصر هذه الأمة إلّا بوحدة المسلمين واجتماعهم على كلمة الدين، ومع طريقة الحكم الحاليّة لايحدث ذلك إلّا بمعجزة من الخالق.

كنتُ قد تمنيت لو أني لستُ دمشقياً، لكي لا أشتاق لرائحة

الشام الياسمينية، ولا لمياهها النقيّة، ولا لأزّقتها الصفيّة، ولا لسمائها العليّة ..


لكي لا أحلم كل يوم في نومي بالعودة إليها والتجول في

شوارعها ... نعم شوارعها القديمة التي لو تأملت

جدرانها،لنابك إحساسها بالاشتياق لسكانها الذين رحلوا منذ سنين ، رحلوا ولم يعودوا ..


لكي لا ألعن ذلك الحلم كل يوم عندما أستيقظ ، كان حُلماً ، كان ولايزال ولا أظنه سيزول ، ومازال ..


ولكن ماذا عساي أن أكون لو لم أكن دمشقياً ؟

ربما مقدسياً ، مقدسياً ؟ كيف ؟

ألم يُلقي الصهاينة لعنهم الله توغرهم عليها ؟

دنسوها بأنفساهم، لامسوا أرضها الطاهرة بأحذيتهم ..


استباحوا دماء أهلها فطغوا وشبّحوا وقتلوا ونهبوا ..


يتّموا أطفالها، رملّوا نسائها، اعتقلوا شبابها، ونكّلوا بأهلها ..

مدينة مسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم .


كيف يخطرُ لي .. ؟


كيف يخطرُلي أن أكون من شعبها ، وأنا - والله - يكادُ

قلبي يتمزق عندما أُطالع تلك الشاشة اللعينة

التي تبثُ إلينا ضعفنا وقلة حيلتنا

وتسدل على قلوبنا بأضويتها الزرقاء الحمقاء شعور

العجز والضعف.


سفكاً للدماء، قتلاً للأبرياء، تهجيراً للضعفاء، أسراً

لشباب على الصهاينة أعزّاء ، تقييداً لأنفاس فتياتٍ شُرفاء.

نعم إنه الإحتلال الأنوك الأخرق ..

لا حيّاهم الله ..


ولا أنسى ذلك اليوم ، اليوم العاشر من الشهر الخامس

سنة ٢٠٢١ ميلادي،عندما أرادَ-الإحتلال الإسرائيلي-لا باركَ اللهُ فيه استباحة بيوت الفلسطينيين في حي

الشيخ جراح في مدينة القدس، لتدنيسها بالمستوطنين

اليهود وإنزالهم منازلها رغماً عن سكانّها الأصليين

الصامدين كما عهدتهم الأمم .


فجمعَ اليهودُ كيدهم ، ورتّبوا صفوفهم ، وسلّحوا جنودهم واستعدّوا على ذلك الحي لشنّ هجومهم ،

الذي كان ولازال صامداً شامخاً.

هذا وأنا لست مقدسياً ، فكيف لو كنتُ أنتمي إليها ..


بكل فخر: دمشقيُّ الهوية ، مقدسيُّ القضية ..


أنتمي إليها بقلبي

أنتمي إليها بعقيدتي

أنتمي إليها بديني ..


كيف وقد شرّفها ربي في كتابه الكريم بذكرها فيه ، ونبيي باسراء ربه لهُ إليها ..


﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ الإسراء (١).



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبد العزيز جنيد

تدوينات ذات صلة